أقام المعرض الدولي للكتاب في يومه الثالث ندوة تحت عنوان ”فلسفة التعايش و الحوار” التي احتضنتها قاعة شالة و ذلك في إطار الفعاليات الثقافية و الاجتماعية في النسخة 27 بمدينة الرباط بحضور الفيلسوف النمساوي ”هانس كوكلر” و الباحث المغربي ”حميد لشهب” بتسيير من الأستاذ ”محمد مزيان”.
افتتحت الندوة بمداخلة الباحث ”حميد لشهب” الذي ركز في مجمل كلامه على عقلية التعايش المزيفة التي تستنزف الغرب حيث ابتدأ بتأكيد أهمية الحوار في خضم ما نعيشه من تهافت على الخيرات و السلطة و من رغبة في التفوق على الآخرين، ليشدد بعدها على أن تأسس ثقافة الحوار لم تكن كما يجب فلسفيا في الحضارات الغربية.
إذ لا زالت وصلات إشهارية لم تصل لمستوى الدعوة، معتبرا هذا الحكم وقفة نقدية له الحق فيها بعد أربعين سنة من تخطي الأراضي الغربية والتدقيق في حيثياتها، ثم أشاد ”لشهب” في مداخلته بدور الاختلاف والتعايش في الرقي بالحوار باعتبارهما أداة تجمع ولا تفرق وعنصرين لا ينفيان بعضهما بل يتوحدان ليكوّنا رمزا للعيش المشترك الذي يؤسس القيم المشتركة وشرطا للحفاظ على القيمة الإنسانية الأسمى و توسيع حدود الحوار.
و في نفس المنوال ربط الباحث هذه العناصر بمصطلح التسامح الذي عرفه بكونه تصالحا مع معتقدات الآخر و تجنبا للأحكام المسبقة التي تضع هذا الآخر في خانة تشمل خلفية ثقافية و اجتماعية، و ربط الباحث المغربي مداخلته بشروط العيش الحالية متطرقا إلى العولمة التي اعتبرها خطرا على الحوار و حربا على جميع الشعوب و إقصاءً للثقافات بجميع نواحيها العميقة اقتصارا على الجانب الفلكلوري الشكلي.
مشيرا إلى الدول العربية بالأساس التي يعيق غناها الحضاري وخلقها لقطب مستقل مناخُ السياسة العالمية، ثم اختتم ”محمد لشهب” فكرته بالتشديد على حاجة العالم لمشاريع العمل و إدارة الصراعات بين الدول و ممارسة التسامح العقلاني.
و قد صبت مداخلة الفيلسوف النمساوي ”هانس كوكلر” في قالب الباحث المغربي مؤكدا على ما أشار إليه، ليتوسع أكثر في توضيح معالم المساواة في التعبير عن الحضارات دائما في أطار وضع التعايش و الحوار في مقدمة التعاملات.