لوحظ في الاونة الاخيرة فقدان ادوية داء السل في المراكز الصحية علنا انها تصرف مجانا ولا توجد بالصيدليات مما يؤدي الى توقف العلاج ، رغم اهمية استكمال العلاج وضرورته الطبية ، لتفادي الوفيات او انتشار داء السل المقاوم للادوية . حيث توقف منذ مدة تزويد المراكز الصحية بادوية داء السل خاصة بالعاصمة الرباط ومدن اخرى .
واستمرار انتشار الوباء بشكل متصاعد بالمغرب لعدة عوامل اجتماعية وصحية ووبائية ، رغم ان المغرب يعتبر اول بلد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والسابع على مستوى العالم حصل عدة مرات على 130 مليون دولار امريكي من الصندوق العالمي لمكافحة فيروس السيدا المناعة المكتسبة و داء السل والملاريا.
فضلا عن الميزانية المخصصة لبرنامج الوقاية وتشخيص وعلاج داء السل بالمغرب سنويا ، الا ان انقطاع تزويد المراكز الصحية .اصبح انرا نؤلوفا بسبب سوء تدبير البرنامج الوطني رغم الميزانية المخصصة له سنويا منا يستعدى اعادة تقييم تدبير ميزانية برنامج علاج داء السل وطريقة توزيع الأدوية حسب الجهات والاقاليم.
ويشكل داء السل واحدة من مشاكل الصحة العامة الخطيرة بالمغرب وارتفاع مؤشر الاصابة بداء السل سنة عن سنة وارتفاع الوفيات خاصة لدى المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا – حيث يسجل المغرب سنويا ما يزيد عن 31 ألف حالة إصابة بداء السل، فيما يصل عدد الوفيات إلى 3000، بنسبة 87 حالة لكل 100 ألف نسمة حسب ارقام ومؤسرات وزارة الصحة نفسها
لا يزال السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عامة وتهديداً للأمن الصحي بالمغرب بسبب فقدان الادوية الخاصة لعلاجه او انقطاع المريض عن متابعة الدواء مما يؤدي الى تطور السل الى سل مقاوم للأدوية بحيث يمكن لبكتيريا السل أن تطور مقاومة تجاه المضادات الحيوية بسهولة، وخاصةً عندما لا يقوم المريض بتناول الأدوية بانتظام، أو لا يتناولها للفترة المطلوبة.

و يُعد السل المقاوم للادوية أحد أهم أسباب الوفاة الناجمة عن الإصابة بمرض معدٍ، إذ يأتي ثانيًا بعد عدوى فيروس العوز المناعي المكتسب قبل ظهور جائحة كورونا فيروس المستجد
وتتوقع منظمة الصحة العالمية تسجيل المزيد من الإصابات والوفيات بهذا الداء بين العاميين 2021 و2025، بفعل جائحة فيروس كورونا، التي أثرت بشكل سلبي على المجهودات المبذولة في مجال التصدي لداء السل، في مقابل تركيز معظم الجهود على مواجهة الوباء.
كما يندرج القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن الغايات الصحية المحددة في أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن منظمة الثحة العالمية
لذلك ندعو وزارة الصحة ان تسرع في توفير ادوية داء السل مجانا وبالكمية المطلوبة في المراكز الصحية والمستوصفات ومراكز العلاج في جميع الاقاليم والجهات بما فيها مراكز الصحية بالعالم القروي لتقريب العلاج من المرضى لتفادي الانقطاع وعدم متابعة العلاج توقف تناول أدوية داء السُل، إذ يجب إكمال البرنامج العلاجي حتى نهايته وتناول الأدوية وفق الوصفة الطبية
وقد يؤدي وقف العلاج بعد فترة قصيرة أو تخطي جرعات دوائية إلى مقاومة البكتيريا التي ما زالت حية لهذه الأدوية، ما يؤدي إلى زيادة خطورة داء السُل وصعوبة علاجه ولتفادي الوفيات او انتشار السل المقاوم للأدوية المتعددة التي تنشأ عندما لا تُستعمل الأدوية المضادة للسل على النحو السليم، سواء فقدان ادوية السل أو تدني جودة الأدوية أو توقف المرضى عن العلاج قبل الأوان او توقف تزويد المرضى بالادوية المطلوبة حسب برتكول العلاج .