اعتقلت الشرطة الأمريكية بداية الأسبوع، سبعة أشخاص بعدما اقتحموا مكتب رئيس شركة مايكروسوفت براد سميث، داخل المقر الرئيسي للشركة في مدينة ريدْموند بولاية واشنطن.
وقد جاء الاقتحام في إطار احتجاجات متصاعدة ضد علاقة عملاق التكنولوجيا الأميركي بالجيش الإسرائيلي خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وقال تجمع المحتجين المعروف باسم “لا لأزور من أجل الفصل العنصري” إن بين المعتقلين موظفين حاليين وسابقين في مايكروسوفت، وهو ما أكده أيضاً رئيس الشركة، كما ذكرت أيضا شبكة “سي إن بي سي” الأميركية أن الشركة طلبت من الشرطة التدخل لإبعاد المحتجين، فيما صرّح براد سميث بأن الإدارة تدرس فرض عقوبات على الموظفين المشاركين في التحرك.
وقبل هذا الحادث بأيام، كانت الشرطة الأميركية قد اعتقلت 18 شخصاً في احتجاج مماثل بساحة المقر الرئيسي للشركة. كما سبق لمايكروسوفت أن فصلت عدداً من موظفيها منذ شهرين أبريل وماي الماضيين، وذلك بعد مشاركتهم في تحركات احتجاجية خلال مناسبات داخلية للشركة.
أكدت ايضا المجموعة المنظمة للاحتجاجات أن مايكروسوفت قامت، خلال الأيام الأخيرة، بفصل أربعة موظفين إضافيين شاركوا في الاعتصامات أمام مقرها، من بينهم آنا هاتل وريكي فاميلي، حيث أُبلغ الاثنان بقرار الفصل عبر رسائل صوتية. كما شمل القرار موظفين آخرين هما نسرين جرادات وجوليوس شان.
المحتجون يطالبون الشركة بقطع علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي ودفع تعويضات للفلسطينيين، متهمين مايكروسوفت بتزويد تل أبيب بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي عبر منصتها الشهيرة “أزور”، والتي تُستخدم –وفق تقارير إعلامية– في مراقبة الفلسطينيين على نطاق واسع، بل وفي اختيار أهداف القصف العسكري في غزة ولبنان.
وقد قامت صحيفة غارديان البريطانية، بالتعاون مع مجلة +972 وموقع كول العبري، قد نشرت تحقيقاً كشف أن الجيش الإسرائيلي استخدم منصة “أزور” لتخزين تسجيلات اتصالات هاتفية لمواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أكدت وكالة أسوشيتد برس، مطلع عام 2025، أن نماذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و”OpenAI” استُخدمت في إطار برنامج عسكري إسرائيلي لتحديد أهداف القصف.
ورغم أن إدارة مايكروسوفت أقرت في شهر ماي الماضي بتقديم خدمات سحابية وذكاء اصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإنها نفت تماما وجود أدلة على استخدام هذه التقنيات ضد المدنيين، غير أن استمرار الاحتجاجات داخل الشركة وخارجها يعكس اتساع موجة الغضب بين الموظفين والناشطين، الذين يرون أن مايكروسوفت متورطة في حرب إبادة جماعية أوقعت –بحسب إحصاءات فلسطينية– أكثر من 62 ألف شهيد و159 ألف جريح منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبينما تصر الشركة على التزامها بما تسميه “المعايير المهنية”، يبدو أن الأزمة مرشحة للتصعيد أكثر، خاصة مع إعلان المحتجين عزمهم على مواصلة التحركات والاحتجاجات حتى تقطع جميع أشكال التعاون مع إسرائيل.















