في مارس 2020، سلم الرئيس السابق للجماعة الترابية لتارودانت إسماعيل الحريري المركب الثقافي لمديرية الثقافة كما تنص عليه بنود اتفاقية الشراكة بين الطرفين التي وقعها الرئيس الأسبق للجماعة مصطفى المتوكل.
فالمركب الثقافي من أملاك الجماعة الترابية لتارودانت التي خصصت له أرضها وعلى الأقل ملياري سنتيم من أموالها. كما أن الجماعة تؤدي فواتير الهاتف والكهرباء والماء الخاصة بالمركز. (سعدات مندوب الثقافة: الحبة والبارود من دار القايد!). وينحصر دور مندوبية الثقافة في تنشيطه فقط بتنسيق مع الجماعة الجهة المالكة له.
والمفروض أن يكون مدير المركب موظف آخر غير مدير الثقافة حسب قرار وزارة الثقافة آنذاك. لأن دور المندوب إداري يشمل كافة تراب الاقليم وليس متفرغا لتنشيط مركب ثقافي خاص بمدينة معينة.
كما أن وزارة الثقافة نفسها رفضت تحويل مقر مديريتها الإقليمية من بناية بحي “أقنيس” الى المركب الثقافي بلاسطاح، لأن الأخير مخصص للمهرجانات والأنشطة الثقافية وليس للعمل الإداري. فأين ستنظٌم الأنشطة إذا تحولت قاعات المركز إلى مكاتب ادارية؟ هل ستستجدي جمعيات المدينة قاعات العمالة والقاعات التابعة للثانويات؟
![](https://lebouclage.com/wp-content/uploads/2021/12/وهبي-2.jpg)
رغم هذا، استغل المدير الإقليمي للثقافة انشغال الجميع بوباء كورونا، ثم انتخابات 8 شتنبر، فحوٌل المركب الثقافي إلى إدارة، ضدا على إرادة الوزارة التي من المفروض أن ينفذ قراراتها، حيث انتقل إليه وحمل معه موظفيه لينتقل الجميع عمارة أقنيس، التي تبدو في تصوره أنها ليست “قد المقام”، إلى قاعات المركز الفسيحة وأسقفه العالية وتريات الإنارة.
كما قام المدير الإقليمي للثقافة بتغيير جميع مفاتيح القاعات لأن نسخ المفاتيح الأصلية تتوفر الجماعة الترابية عليها. ولم يبق له إلا تحفيظ مبنى المركب الثقافي في اسمه. “هادي هي دخلناه من القطر وشرك معنا البگر !” وليته أشرك معنا البقر بل طرد الجماعة من ملكها. وإذا صمت وهبي وأهل تارودانت على هذه النكبة سيتحول المركز إلى مستوطنة.
* النهار الزين كيبان من صباحو
على الذين اصطفوا ضد رئيس الجماعة عبد اللطيف وهبي أن يتمعنوا فيما أقدم عليه مدير الثقافة من أول يوم من افتتاح المركب. فحتى حفل الافتتاح الذي تكلف المندوب بتدبيره فاشل واقصائي. حيث حضر الحفل كل من هَوَت به الريح من مكان سحيق. في حين أقصى المدير من يمثلون الشأن الثقافي في المدينة والذين يعوَل عليهم لتنشيطه. غاب كتاب القصة القصيرة والباحثون في التاريخ. غاب الشعراء والزجالون. غاب الفنانون التشكيليون. غاب الموسيقيون. غاب أعضاء فرقة “الشعاع” المسرحية ذات الصيت المتميز وطنيا وعربيا.
غابت فرقة تيسكيوين التي دخلت رقصتها لائحة اليونيسكو للتراث اللامادي؟ غاب “الدقايقية” وشيوخ الملحون … والغريب أن عددا ممن عبروا عن “تضامنهم” مع المندوب سجلوا هذه النقائص في تدوينات على صفحاتهم في الفايس بوك؟؟؟
والطامة الكبرى أن المدير الإقليمي للثقافة حسِب المركب في عداد ممتلكاته فأراد إغلاقه في وجه الرودانيين كما أغلق باب الخميس بعد ترميمه. كيف؟
فقد عمل السيد عبد اللطيف وهبي على جلب ما قيمته 40 مليون من الآلات الموسيقية، واقترح على المجلس الجماعي لتارودانت تخصيص جناح في المركب لتدريس الموسيقى مؤقتا، نقول مؤقتا، في انتظار أن يتم بناء المعهد الموسيقي بتارودانت، طبقا لاتفاقية صادق عليها المجلس السابق.
فماذا كان رد مدير الثقافة؟ اعترض، “بلا حشما بلا حيا” على ادخال الموسيقى للمركز تحت ذريعة أنه المركب صغير، وليس هناك مكان يسع الآلات الموسيقى؟؟؟. سبحان الله! أكبر مركز ثقافي بجهة سوس ماسة كلف ثلاثة ملايير سنتيم أصبح صغيرا لما استلمه عبد القادر صابر!!! والسبب كما أوضحنا أعلاه أن المدير حوٌل اليه إدارة المديرية الإقليمية للثقافة “باش يتوسع مع راسو!”.
تصوروا هذا السيناريو السوريالي: مدير الثقافة يعترض على قرار الجماعة الترابية لتارودانت التصرف في ملكها! الجماعة تؤدي عن المركز الهاتف والكهرباء والماء… بل ذهب ابعد من ذلك إذ كان ينتظر من الجماعة أن تلحق بعض موظفيها للعمل عنده وليس معه! هادي هي “حزموني ورزموني أو ما تعولو عليا”. لم يحترم حتى رئيسه الأعلى وزير الثقافة لما رفض الطلب، فكيف له أن يصغي لرئيس الجماعة. واعتبارا لهذه “الصنطيحة”، تنتظرون من عبد اللطيف وهبي أن يتحكم في أعصابه! فلم يبق لمدير الثقافة إلا فرض تأشيرة دخول المركز على المواطنين. ألم نقل لكم أنه حوٌل المركز الى مستوطنة؟
![](https://lebouclage.com/wp-content/uploads/2021/12/عمالة-تارودانت-1024x681.jpg)
والآن هل فهم من تكالب على عبد اللطيف وهبي ما يعنيه بلون جوارب مدير الثقافة؟ يعني كل ما كان يحيكه من دسائس ضد مصالح الجماعة مع “حريم السلطان المحيطين به”.
وعليه، فإننا نقول لرئيس الجماعة الترابية لتارودانت، الأستاذ عبد اللطيف وهبي، إن سكان تارودانت انتخبوك على رأس مجلس مدينتهم ولم تأت إليها بتعيين من وزارة الثقافة. وأول ما على المجلس الجماعي الحالي فعله هو مراجعة نص اتفاقية الشراكة مع وزارة الثقافة بخصوص تدبير المركز الثقافي. كما على مدير الثقافة “وحريمه” أن يجمعوا حقائبهم ويرجعوا لعمارة أقنيس.
نعرف عن الرئيس عبد اللطيف وهبي حماسه واندفاعه لخدمة المدينة. هذه فرصتك أسي وهبي فلا تتراجع أمام “الدلاقشية” حتى لو ساءت نية خصومك. فهل من كانوا قبلك معصومين؟ اختارتك الساكنة اعتبارا لمؤهلاتك وقوة شخصيتك، و”لي بغي سيدي بوغالب، كيبغيه بقلالشو”. والسلام.