قمنا بمتابعة الأحداث التي جرت في وسط العاصمة الفرنسية باريس، مساء يوم الجمعة 17 مارس من الشهر والسنة الجارية، عبر النقل المباشر لزميلنا المقيم بالديار الفرنسية، والذي أطلعنا على عدة أحداث من داخل التظاهرة الحاشدة ضد قانون التقاعد .
هذا، وعاينا مئات السيارات لرجال الشرطة وللتدخل السريع وتفريق التظاهرات، بالإضافة إلى شاحنات المياه لتفريق المحتجين واقفة أمام جحافل من المتظاهرين الذين يقدرون بالملايين، حيث أشعل المحتجون كومة كبيرة من النار وبين الفينة والأخرى يرمون رجال الشرطة بهذه النيران المشتعلة بغرض الإستفزاز للدخول في عراك وتبادل الضرب .
ويشار أن المحتجين كسروا كل الحواجز الخشبية والحديدية التي بأنها رجال الشرطة قصد التطويق والسيطرة، وهو ما دفع رجال الشرطة لقدف المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، وفي ذات السياق، نقلت عدسة زميلنا مواطنين فرنسيين يرشقون رجال الشرطة بالصواريخ التي تستخدم في الإحتفالات إلا أنها تسبب حروق وعاهات في بعد الأحيان، وقد تفضي للموت نظرا لقوتها ما جعل رجال الشرطة يحتمون بالواقيات الزجاجية و يتشتتون ويجتمعون بين الفينة والأخرى.
وقد تواصلت الإحتجاجات تحت صفارات المحتجين، وتبادل الضرب في بعض الأحيان بين المتظاهرين ورجال الشرطة، كما إن التساقطات المطرية لم تثني الفرنسيين عن المطالبة بحقوقهم التي يرونها مشروعة وعادلة، كما أنه رفعت شعارات تطالب الرئيس الفرنسي بتقديم الإستقالة والتنحي عن السلطة وقيادة فرنسا.
معلوم أن فرنسا في الآونة الأخيرة تعيش حالة من التشرذم والتوهان بعد الصفعات التي تلقتها من عدد من الدول الأفريقية، والتي طردت الرئيس الفرنسي إيمانويل بطريق ( لبقة ومؤدبة)، حيث عاد “ماكرون” من زيارته لدول أفريقيا “بخفي حنين” .
ومن جهة أخرى، قالت مصدرنا أن الفرنسيون عازمون على الضغط على الحكومة الفرنسية حتى تتراجع عن قانون رفع سن التقاعد، وكدلك خفض الأسعار × حيث لم يعد المواطن الفرنسي يقوى على العيش ومسايرة إرتفاع الأسعار التي عرفتها معظم المواد الأساسية، وكذلك النقص الحاد في الغاز والبنزين .
ويلاحظ ، أن البرلمان الأوربي لجم لسانه ودس رأسه في التراب مثل النعامة، ولم يتدخل لإعطاء الدروس والنصائح للحكومة الفرنسية لإنصاف والدفاع وحماية المتظاهرين المحتجين الذين تنهال عليهم عصي وهراوات رجال الشرطة ورجال قوات التدخل السريع وفرق مكافحة الشغب …، بإسم شعار حقوق الإنسان.
وهنا نتساءل، هل فرنسا وممثلها في ردهات البرلمان الأوروبي فالح في إعطاء الدروس و مهاجمة المغرب كلما سمحت له الفرصة فقط ؟؟، وهي النصائح مرفوضة وغير مقبولة ونحن كمغاربة في غنى عنها، باعتبارها من دولة قتلت وذبحت وعذب ملايين البشر، بل حولت بعضهم فئران تجارب كما فعلت في الجزائر، يستحسن أن يوفر الفرنسيون نصائحهم لأنفسهم ومتحدثيهم في البرلمان الأوروبي .