في اليوم العالمي للعمال، هل من عالم لليوم؟ وهل من وحدة لسد اللقمة وسد الحاجة والخصاص؟ هل من مدارس تليق بالأبرياء من مغتصبي حق العودة للعلم النافع وكراريس السبق؟
هل من خراج للفقراء من الأغنياء؟ و هل من حق فيما تكدس من أموال؟، أموال الصالح العام في أيادي غير آمنة و رقابنا بين مقصلات الاحتكار و غلاء الأسعار و شح الادّخار؟، ماذا ندّخر و قد وصل السيل الزبى و فاق السدّ الرّبى؟
من أين لنا بعدل و قد طغى الماء و غطى متنفس الضعاف، و اين لنا بأمان و قد شاخت ميزانية الموازنة، و شُنِقت المواطنة؟
لم نعد نرى الوطنيين غير في مواسم التصويت، وبعد اقتسام الكعكة يمضي جلادنا للتفويت؟
فنسجن لمدة خمس سنوات نافدة لا باب نطل منه و لا نافذة، كل القرارات ضدنا مجحفة، و كل البنود لنا مرجفة و قد أزفتِ الآزفة و قلوب الصبايا واجفة و من هلع يومئذ راجفة، ليومِ الفصلِ و قد غاب الفضلُ،
لم نعد نسمع حماية من نقابات غير الزبانية تقتسمنا كالنفايات، اختلط الحابل بالنابل و للتوافه القلاقل، و من الشرفاء القلائل، لمن نشكو قلة حيلتنا و هواننا على الناس، كثرت الزلات و انتزعت الكرامات في مطبات المذلات،
و في منابر المظلات، لمن ربنا هذا الربيع الذي ذبل بالترقيع، ولم يعد غيثه يصل للقطيع، و لمن تشكي التي صاحت بالخميسات ما عنديش… واش نمشي نطلب… و الى أي مظلمة ترد الزيادة العانس و قد كثر بين المآرب المفترس، و أشباح الوظيفة و المختلس،
أي دمعة تحيط بالمظلمات و الحي فينا تلفه الممات، بأي وجه تستقبلنا يا عيد و لم يبق منك إلا الرسم و قد خصيت فلم تعد تلد رجالا و لم تعد تنجب عمالا فكل العمال يعرفون البطالة، و كل الهامات تعيش الحثالة،
اغتسل ارجوك أيها العيد فقد كفرت بالنعمة و تنصّلت عن مطرقتك و سندانك و تنصّلت من كبريائك، كنت ماسحا لدموعنا و كنت مشعلا لشموعنا و كنت السؤدد في ربوعنا… فلتخنس رأسك للتراب كالنعامة فلم تعد عيدا إلى يوم القيامة.