شهدت الساحة السياسية الهولندية أزمة جديدة بعدما أعلن وزراء حزب “العقد الاجتماعي الجديد” (NSC) استقالتهم من حكومة تصريف الأعمال، في خطوة جاءت عقب انسحاب وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب احتجاجاً على رفض الحكومة فرض عقوبات إضافية ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب حربه على غزة.
وضمّت الاستقالات نائب رئيس الوزراء بالإنابة، و وزراء الداخلية والتعليم والصحة، إلى جانب عدد من وزراء الدولة، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي وأفقد الحكومة توازنها في مرحلة انتقالية حساسة.
وأوضح فيلدكامب، وهو سفير سابق في تل أبيب، أنه لم يعد قادراً على الاستمرار بعدما وُوجهت مقترحاته بعرقلة متكررة داخل مجلس الوزراء، مؤكداً أن ما يجري في غزة والضفة الغربية “يتطلب إجراءات حقيقية لا أقوالاً فقط”.
من جهتها، اعتبرت زعيمة الحزب نيكولين فان فرونهوفن أن الاستقالة كانت خياراً اضطرارياً بعد محاولات فاشلة لإقناع شركاء الائتلاف بضرورة اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بينما هاجم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) الخطوة، واصفاً إياها بـ”الانسحاب غير المسؤول في لحظة حرجة”.
وفي المقابل، رحّبت حركة حماس بالموقف، واعتبرته “شجاعاً وإنسانياً”، مؤكدة أنه يعكس تعاطفاً متزايداً داخل أوروبا مع معاناة الشعب الفلسطيني.
وبخروج وزراء NSC، باتت الحكومة محصورة بين حزبي VVD و”حركة الفلاحين المواطنين” (BBB)، من دون أغلبية برلمانية، ما يعمّق حالة عدم الاستقرار في البلاد قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.















