- خالد البكاري يحكي
… كنت مع عزيز غالي بمرتيل للمشاركة في ندوة بكلية الآداب، ولفت انتباهي ونحن نمر أمام الكلية التي توجد بمدخل المدينة أن الأبواب موصدة، ولا وجود للطلبة، وكأن اليوم هو الأحد.
حين نقلت ملاحظتي لعزيز، قال لي إن الأبواب لم تعد ربما على واجهة الكلية من جهة مدخل المدينة، وأكملنا طريقنا لتناول وجبة الغداء.
حين انتقلنا للكلية مع اقتراب موعد الندوة، سيخبرنا الطلبة المنظمون من فصيل الطلبة القاعديين التقدميين أن إدارة الكلية بعد أن اشعروها قبل يومين بأسماء من سيحضرون الندوة ( عزيز غالي، خالد البكاري، الحبيب الحنودي، عبد الحي بلقاضي)،
أخبرتهم صباح اليوم بتعذر تنظيم الندوة، بل بتعذر الدراسة أساسا بسبب ما ادعت أنه عطب في التيار الكهربائي، وعلقت إعلانا بتوقيف الدراسة ليوم واحد، وقامت بإغلاق كل مرافق الكلية بدء من أبوابها، بل إن جهة ما تكلفت بدعوة سائقي ومراقبي الحافلات المتجهة لمرتيل إلى إخبار الطلبة بأن لا حاجة للتوجه للكلية، لأنها مغلقة اليوم.
أصر منظمو الندوة على عقدها في ظل تلك الشروط، بحضور الطلبة الذين لم يصل إلى علمهم خبر إغلاق الكلية، خصوصا أن الندوة تدخل ضمن فعاليات أسبوع ثقافي انطلق منذ الاثنين دون أي منع، إلى أن حل موعد هذه الندوة.
في النهاية، عقدت الندوة في ساحة بالكلية، وبمكبر صوت يعمل بالبطارية، ويتم تغيير مكانه كلما انتقلت الكلمة من متدخل لآخر.
اتأسف لحال عمداء الكليات حين يتم فرض مثل هذه الإملاءات البليدة من جهة مجهولة، لا تمنع نشاطا فقط، بل تهين مؤسسات الجامعة، وهي تفرض عليها تصريف مثل هذه التخريجات المضحكة، خصوصا أن مبرر التيار الكهربائي تكرر في الدار البيضاء والقنيطرة هذه السنة.
حين كان عزيز يتحدث بالأمس قاطعته: انت هو سبب مشكل التيار الكهربائي،،
بس: حين عودتنا، تفاجأت في امكنة مختلفة بمواطنين يوقفون عزيز ، ويعبرون له عن شكرهم لما يقوم به من تنوير وفضح وخصوصا في قضايا الصحة والأدوية.
وعود على بدء: لم استوعب لماذا اغلقوا أبواب الكلية، خصوصا أن الندوة كان موضوعها “واقع حقوق الإنسان والديموقراطية بالمغرب” ، وهو موضوع لا يشكل خطورة، مادام يتعلق بشيئين غير موجودين في المغرب ( الديموقراطية وحقوق الإنسان)، مثل التيار الكهربائي الذي بدوره لم يكن موجودا،،كان في وضعية مختطف قسرا ومجهول المصير امس.