شخصيا دائما كنت ، و سأبقى ضد منع أي نوع من الكتابة ، أرفض بعض أنواع الكتابة عندما تستهدف بشكل مقصود الفئة الهشة غير الواعية من المجتمع ، و غير القادرة على الاختيار عن وعي وفهم ، هذا نعم ، لكن غير ذلك ، لا و ألف لا للمنع .
من هذا المنطلق كنت من المنادين بضرورة الامتناع و ليس المنع عن تقديم رواية ” مذكرات مثلية ” للكاتبة فاطمة الزهراء أمزكار ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب، لسبب أساسي ووحيد، أعتبره وجيها على الأقل من وجهة نظري، هو إستحالة منع حضور الاطفال و تأثرهم و خاصة أنهم من زوار المعرض، و كذا بسبب الاثارة الاعلامية التي تصاحب وصاحبت هذا العمل الروائي، لكني بشكل مطلق أرفض منع هذا العمل و لا بل سأدافع عنه و سأقرأه.
قد تتسألون لماذا هذا الاستهلال المطول ؟، السبب هو ما وقع بالتزامن مع مهرجان ثقافي هنا بطنجة، تخلي مفاجئ للمنظمين في آخر لحظة عن حضور الكاتبة فاطمة الزهراء أمزكار إحدى الندوات الثقافية ضمن برنامج المهرجان، والسبب الذي سمعناه كلنا، هو الضغوط التي مورست عليهم، ضغوط لا أفهمها ولا أتفهمها، لأسباب عدة:
- أولا، الكاتبة لم تكن بصدد تقديم لعملها بشكل منفرد وإنما ضمن كوكبة من الكتاب الشباب، سيتحدثون عن تجربتهم، يعني أنه ليس تقديما للرواية المثيرة للجدل،
- ثانيا لنفترض أن الرواية كانت ستقدم، أعتقد أن الحضور في هذا النوع من الندوات هو من البالغين وحتى في حالة حضور أطفال، يمكن للمنظمين التوجيه بعدم حضورهم، لأن المجال متحكم فيه، وليس مفتوحا كالمعرض الدولي للكتاب
- ثالثا وهذا الأهم بالنسبة لي هو هذا التناقض الذي نسقط فيه جميعا ، نحن كجمهور و متلقين و الدولة ( السلطات ) كجزء من المجتمع ، خاصة في مدينة كطنجة ، كانت ولا تزال منفتحة على كتاب مثليين و كتبِ ( مثلية ) دون أي خطوط حمراء ، بل إن الأمر تحول الى ما يشبه الموضة لدى بعض مكتبات المدينة ، خاصة تلك التي تستهدف وتستقطب أجانب المدينة ، فكيف يستقيم الأمر أن نسمح بذلك لهؤلاء دون أي حواجز ، و نمنع هذه الروائية بالذات ، رغم أن حدودها التخيلية ( المثلية ) تبقى جد محتشمة اذا قارنها بنوعية الاعمال الادبية ( المثلية ) التي تقدم في عدد من مكتبات المدينة ، الأمر يطرح لدي علامات استفهام ، كيف يستقيم أن نجمع المنع و الرفض في بيت واحد ؟ ، بين حلال لهؤلاء و حرام على هذه في غرفة واحدة ؟! ، غرفة ( طنجة ) التي اتسع صدرها دائما مهما ضاق لكل أنواع الكتابات و الكتاب .
محمد الغول
mohamed_elghoul@hotmail.con
لاكرونيك 30/7/2022