قال المدرب الوطني الحسين عموتة في تصريح لوسائل الإعلام، عقب الخروج اللامتوقع من بطولة كأس العرب بقطر، ” لاعبون بهذا المستوى لا يمكن أن يقوموا ببعض الأخطاء، لولا العامل الذهني “
وفي صورة غير مفهومة بالنسبة للكثير من متتبعي الشأن الرياضي بالمغرب، ظهر فوزي القجع، وهو يجتمع بلاعبي المنتخب الرديف، قبيل مباراة الدور الربع النهائي أمام المنتخب الجزائري، ليطرح السؤال حول مضمون الخطاب الذي مرر لهم وعلاقته بتصريح عموتة؟، وهل من حقه أن يمرر لهم أي خطاب كيف ما كان، ويتجاوز مهام المدرب وغيره، فقط لأنه يحمل صفة معينة؟
إذا كان المدرب يمنع عن اللاعبين دخول مواقع التواصل الاجتماعي، ويجهزهم دهنيا للمباريات، فما الذي يعطي لفوزي القجع شرعية هذا التدخل؟، وبأي صفة؟ هل كوزير داخل الحكومة، او كرئيس للجامعة الملكية لكرة القدم؟ ولماذا هذا ” التجييش” في هذه المباراة بالضبط؟، ألم يكن بإمكان المدرب الحسين عموتة وباقي الطاقم المرافق له المختص، في الجانب البدني والذهني أن يقوموا بعملهم دون الحاجة لتدخل خارجي كيف ما كان؟ ما داموا سيتحملون مسؤولية النتيجة كيف ما كانت .
في ذات السيق، أكد اللاعب بدر بانون بعد المباراة، أن ضعف التركيز أثر على مردود اللاعبين، وهو ما ذهب إليه الكثير من المحللين عبر مختلف وسائل الاعلام الوطنية والدولية، بالنظر إلى الفرق الشاسع بين مستوى المنتخب في دور المجموعات وهذه المباراة بالضبط، وهو ما يؤكد أن الأمر لا يرتبط بضعف اللاعبين او حتى بخطة المدرب، رغم أنها أيضا من العوامل، لكن الهزيمة ترتبط بشكل أساسي في السقوط في ” فخ التجييش” و” العوامل النفسية” التي أخرجت المنتخب الوطني المغربي من المباراة، مند الدقيقة الأولى، وكان خائفا مرتجفا، ويقف في وضعية المدافع لا المهاجم، طيلة أطوارها، أي أن شخصية المنتخب الجزائري كانت حاضرة في الملعب أقوى بكثير من شخصية المنتخب المغربي، حتى بعد لحظات التعديل التي كان يعود فيها المنتخب الوطني.
في فقرة الختام، لا بد من التأكيد على أن السياسة للأسف لم تغادر ملاعب المستديرة، فالتصريحات التي سبقت المباراة من أطراف مختلفة في المغرب والجزائر وبعض التصرفات طرحت أكثر من علامة استفهام وتعجب، إلا أن ما حاول طرد شبح السياسة عن الرياضة، هو تلك التصرفات الأنيقة للاعبين داخل الملعب، فقد لعبوا بندية كبيرة وتعانقوا وتصافحوا في أكثر من مناسبة بكل روح رياضية، صور تؤكد أن المغرب والجزائر أشقاء كشعبين وأشقاء في الرياضة، في الثقافة، في الدين، وهلم جرا، حتى لو كان أحد منهما يسكن في مقام ” الأشقياء في السياسة” .