بصراحة في فصل الصيف، و خاصة في شهر غشت ، الذي يعني شهر
أغسطس و هو الشهر الثامن حسب التقويم الغريغوري، ويسمى هذا الشهر آب في بلاد الشام والعراق، وأوت في تونس والجزائر، وغشت في المغرب، وأغشت في موريتانيا.
يشتق اسم هذا الشهر من اسم الإمبراطور الروماني أغسطس. وهو يوافق برج الأسد، الذي يمثل القوة والنار، في ترتيب الأبراج.
في مثل هذا الشهر يجب أن نقلل من السياسة و تكثر من الموسيقى. في مثل هذا الشهر يجب أن نهمش التاريخ و نرفع من قدر الجغرافبا. في مثل هذا الشهر علينا أن نكون أشداء على السياسيين رحماء مع الشعراء، علينا ان نقفل كتب الدين و تفتح دواوين الشعر.
مرحبا بالكاتب الشاعر و الموسيقي الفنان عبدالوهاب الرامي .
حوار مع ظلي
مقطع من قصيدة طويلة.
رأيتُ ظلي
رأيتُني في ظلي
مرة يتعجرف ليصبح سيّدا يرسم بمِشْرطه نَدْبة في خدي
ومرة يتقلص ذليلا ليصيرَ عبدي
في كل الأحوال –يا ظلي- نحن وجهان لحياة واحدة
إن تقدّمْتَني أو سِرْتَ بعدي
رأيت ظلي
بلا تأفّف ينطرح على الأرضية العفنة وأنا أخطو مزهوا بربطة عنقي البنفسجية
رأيته على الجدار أمامي ذاكرة بلا عنوان
رأيته متقلبا كمزاج الخريف
هو ذاك ظلي
تارة يكون أنا
تارة يكون بعضي
وتارة يكون كلّي
رأيته ظلي
إذا حل الظلام يختبئ في الظلام
وإذا حل المنام يختبئ في المنام
وفي الأحلام يتحول إلى سارق أحلام
رأيته ينغمس في البرك المائية ويقهقه من خوفي أن أسقط فيها
شاهدته يرتمي في الوحل ولا يتلطخ
وحين أسبح يتحلل في الماء جنبي ثم يلتحق بي كاملا متى خرجت للشاطئ
وحين أخلع ملابسي لأنام ينزع كذلك ملابسه الوهمية
هو الأعمى وأنا عصاه
هو لا يفتح عينيه ليرى الحقيقة
ويُخفي كلص ملامحه في وضح النهار
هو مثلي تتربص به الظلال باسم الأخوة والقومية والعقيدة
هو الموزَّعُ بين الأحياء بالقسطاس
وقد تفرق بين شجرة الميموزا والياسمين والآسْ
وتلك التي أعشقها
رأيته يسبقني إليها
حين كنا واقفين مرتبكين قبالة شمس الزوال المنحدرة
مختلجَيْن كقلبي حمامتين
يا إلهي ما أيسرها نزوات الظلالْ
أو مرفوع عنها القلم وشبقها حلالْ؟
فقد رأيت ظلي يقطف الكرز من شفتَيْ حبيبتي بلا غضاضة، بلا رحمة
وهي لا تدفعه
ورأيته يمتص نهديها بشبق حين غيّرتْ وضعها لتقول لي من الأفضل أن نظل أصدقاء
كنت أندحر وهو يرقص على صدرها
كنت أندحر وغيْرتي تصل حد البكاء
ربما هو محق إذ تدفعه لمفاتنها غريزة البقاء.