في مشهد غير مسبوق بمدينة طنجة، وجدت مقاولات مغربية صغرى نفسها في مواجهة مفتوحة مع شركة سعودية أشرفت على ورش ضخم لإصلاحات داخل قصر فاخر مملوك لأمير سعودي. فقد خرجت هذه المقاولات للاحتجاج مباشرة أمام أسوار القصر، بعدما طال انتظار صرف مستحقاتها المالية التي تناهز ملياراً و200 مليون سنتيم منذ أكثر من سنة ونصف على إنجاز المشروع.
الأشغال التي أنجزتها المقاولات شملت إصلاحات دقيقة في مجالات الكهرباء والصرف الصحي والرخام والزليج والتهيئة الخارجية والبستنة والصيانة والتبريد والتكييف والدهانات، غير أن المقابل المالي ظل عالقاً، مما دفع بعدد من الشركات إلى الإفلاس وأجبر أخرى على توقيف أنشطتها، مهدداً عشرات الأسر بفقدان مورد عيشها الوحيد.
ورغم المراسلات المتكررة والاتصالات المباشرة، لم تلقَ المقاولات أي تجاوب من الشركة السعودية، وهو ما اعتبرته استهتاراً بحقوقها. لذلك لجأت إلى التصعيد بخطوة احتجاجية رمزية لكنها قوية الدلالة، أمام القصر ذاته.

وفي خضم الأزمة، وجه المقاولون المغاربة نداء مباشراً إلى الأمير السعودي، ملتمسين تدخله العاجل لإنصافهم وضمان حقوقهم، مؤكدين ثقتهم في حكمته وحرصه على العدل. كما شددوا على أن أي مبادرة من سموه ستكون بمثابة رسالة واضحة على متانة العلاقات التاريخية بين المغرب والسعودية، وتجسيداً لقيم الأخوة والتعاون التي تربط المملكتين.















