نظمت المكتبة الوسائطية لجامعة الحسن الثاني بفضاء عبد الهادي بوطالب ، أمسية ثقافية ولقاء مفتوحا مع الشاعر والفنان التشكيلي صدقي العلوي الذي وقع ديوانه ” الكشف الروحي” وذلك يوم السبت 11فبراير 2023 .
فمن يكون منصف صدقي العلوي؟
منصف صدقي العلوي هو مبدع وفنان تشكيلي ، استاذ جامعي ودكتور باحث في الأدب والفن بالمدرسة الوطنية العليا للفن والتصميم ومسؤول عن فريق البحث والتصميم بمدينة المحمدية ، من مواليد مدينة خريبكة وترعرع بمدينة البيضاء وسط جو ثقافي صادف فيه كبار الكتاب والشعراء والفنانين امثال ادريس الخوري ، محمد زفزاف …
تابع دراسته تخصص الفنون التشكيلية بمدينة الرباط ثم الادب الفرنسي بجامعة الحسن الثاني. وبعدها العلوم السياحية بجامعة القاضي عياض بمراكش، برز كشاعر بالصويرة واطر العديد من الورشات الابداعية كما شارك بالعديد من المعارض التشكيلية .
الفنانة التشكيلية سعيدة الكيال حاولت في كلمتها الافتتاحية، الوقوف عند الملكة الفنية للشاعر والفنان والباحث منصف صدقي العلوي، وكيف استطاع التأسيس لمنجزه الابداعي على امتداد فترة زمنية ممتدة ، ليعيد الروح الى عوالمه الروحانية العميقة، موظفا كل تراكماته التشكيلية الفنية والشعرية الادبية والجمالية الصوفية لصناعة الحرف الانساني الخالد.
الثلاثية الشعرية الفنية الصادرة باللغة الفرنسية والموسومة ب” الكشف الروحي” والتي تُرجمت بعض قصائدها الى اللغة العربية من طرف الاستاذ الشاعر أحمد العمراوي ، تعتبر مُنجزا أدبيا ،جاءت لتنتصر للجمال والابداع بالروح والوجدان وتخلدهما .
في قراءة نقدية للديوان فقد اكد الكاتب اسامة زكاري ، على ان التاريخ يحضر بقوة في نصوص صدقي العلوي كما تحضر الاساطير والثراث الرمزي ،كحوافز قائمة لتفعيل التخييل المنفتح على رحاب الحلم، وتحضر المعرفة الفكرية والفلسفية والعلمية كبوصلة لترشيد آليات تصريف هذا العطاء .
أما في القراءة النقدية وترجمة بعض القصائد للشاعر احمد العمراوي ، فقدركز على لغة صدقي العلوي باعتبارها لغة راقية ، تأسر قارئها وتشده اليها شدا جماليا فنيا وادبيا. وعلى مزاوجته بين الأدب كذكاء لغوي وبين الفن التشكيلي كذكاء بصري،لتبحر مكنوناته في عوالم صوفية عميقة .
وفي تجربة الشاعر مجموعة من العوالم داخل متن الكشف الروخاني ،بمفارقات متداخلة ورموز عميقة وشخصيات مثل آدم وحواء ، سيزيف وروسو وكانط…..ويركز على الاسطورة بعد افراغها من حمولتها الدينية .
الثلاثية الشعرية مكونة من عدة قصائد ، ترجم بعضها الشاعر احمد العمراوي ليقرب المستمع والحضور من التراكم المعرفي والجمالي لمنصف صدقي العلوي ،ومن بينها القصيدة التالية:
الفجر الاول لهذا القرن الجديد
يستيقظ خاوي الوفاض
الا من أمل أخير
يجابهنا ايضا بأسئلة عميقة
في الفضاء العقلي
حيث تتسرب صفحات
تاريخنا المشترك
للماضي السحيق
للحاضر الآني
للمستقبل الاكيد .
اختتم الحفل بمداخلات واسئلة ثقافية لثلة من الشعراء والجمعويين والكتاب والاعلاميين الذين حضروا اللقاء.