طالما سئِم ونبذ جزء كبير منا محتويات الفضاءات الرقمية، ومَردُ هذا الرفض، وعدم التماهي يعود أساسا للتُخمة البصرية التي أصابت أعيننا جراء استهلاكها المتكرر صباح مساء وبغير طواعية للمحتويات السخيفة.

لن نقارب الأسباب والمسببات بشكل تفصيلي، و سنؤجلها لوقت لاحق، لنحط بوصلتنا على إحدى صانعات المحتوى، التي نأت بنفسها عن مستنقع الإسفاف الرقمي، الذي هرع إليه جُموع صناع المحتوى، وذلك إن كانوا صناعا بالفعل.
اختارت مريم صاحبة صفحة “Cook with Meriem” على الإنستغرام أن تطأ قدميها الفضاء الإفتراضي من بوابة مشاركة شغف وصفات الطبخ عبر صفحتها، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مائة ألف متتبع.
وقد أجرت جريدة “لوبوكلاج” الرقمية حوارا مع صاحبة صفحة Cook with Meriem في محاولة لتسليط الضوء على تجربتها، وكان حوارنا معها على الشكل التالي:
* قبل الغوص في الحوار هل يمكن إعطاءنا نبذة تعريفية عن نفسكِ؟
مريم طلعي أبلغ من السن 28 سنة حاصلة على الإجازة في الاقتصاد من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
*لماذا اخترت محتوى خاص بالطبخ وليس شيئا آخر ؟
الطبخ هو الميدان الذي أجد فيه نفسي، وأنعزل من خلاله عن التوتر الذي نعيشه جميعا في حياتنا اليومية، ولولا حب الطبخ لما قررت أن ألج عالم صناعة المحتوى بالمرة، حيث قامت أختي بتشجيعي من أجل تصوير هذه الوصفات ومشاركتها مع الناس.
*من الملاحظ أن المحتويات التي تُعنى بالأكل وإعداد الوصفات تجد إقبالا واحتضانا في الوسائط الرقمية، ما السبب وراء ذلك في نظركِ؟
في اعتقادي ان المحطة المفصلية في كل هذا هي جائحة كورونا، التي فرضت على الجميع إيجاد بدائل للفرار من ملل المكوث في البيت، الشيء الذي دفع مجموعة من الشغوفين والشغوفات بهذا المجال بداية صناعة المحتوى ومشاركة الوصفات.
و فرضت الجائحة أيضا على المهتمين والمهتمات بالمطبخ البحث عن وصفات عبر الأنترنيت من أجل كسر الروتين اليومي، مما أعطى لهذا النوع من المحتوى وهجا.
*بما أنك لديك شهادة في الإقتصاد، هل يمكنك التخلي عن هذا الشغف ألا وهو صناعة المحتوى بمجرد أن تجدي فرص مهنية أرحب في مجالك ؟
لايمكنني فعل ذلك، حتى وإن سنحت لي الفرصة بالاشتغال في مجالي، لن أتخلى عن مشاركة الوصفات لأن ما أقوم به هواية، وغايتي ليست هي الربح، ومن المعلوم أن الإنستغرام الربح فيه يتم عن طريق الإشهارات أو الإحتضان… وصفحتي لم تصل بعد لكل هذا، أي أنني لا أجني أرباحا، ومع ذلك مستمرة في صناعة المحتوى لأنه شغف قبل كل شيء.
*ما رأيكِ في صناعة المحتوى بصفة عامة ؟
صناعة المحتوى وسيلة مهمة للتعلم والترفيه.. شريطة استغلالها بالشكل الجيد، فهي تطور مهارات صاحبها قبل الجمهور المستقبِل، وهناك مجموعة من المحتويات الهادفة في شتى المجالات، والتي استفدت منها شخصيا.
*هناك مجموعة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يشكون من تنامي المحتويات المبتذلة وغير النافعة، بل أحيانا تكون غير أخلاقية ما الحلول في رأيكِ من أجل تجاوز كل هذا ؟
الحل في يد الجمهور، لأنه هو أصل العملية من سوابقها إلى لواحقها، المشاهد هو من يتبنى هو من يحتضن وهو من يتفاعل، وبالتالي إذا وجه بوصلته نحو ما هو تعليمي وثقافي وترفيهي جاد، سيتم فلترة جميع الشوائب التي لا يرضى عنها.
*شكرا لك على قبول محاورة جريدة لوبوكلاج الرقمية.
شكرا لكم على إتاحة هذه الفرصة، كنت جد سعيدة بإجراء هذا الحوار معكم.















