أشدد بداية أنني من مقدسي حرية الرأي والاختلاف لأن هذا هو معيار التحضر واحترام الآخر.
قرأت تدوينتك التي كتبت فيها أن “ما يعيب غالبية لاعبي كرة القدم السطحية والمعرفة المحدودة وقلة الوعي السياسي والثقافي. وبالتالي صعب جدا أن يكونوا قدوة للأجيال الصاعدة”.
لهذا ارتأيت أن أبعث لك هذه الرسالة المفتوحة في إطار نقاش ودي.
ربما كنت ذكية بعض الشيء حين تلافيت أن تؤكدي أن كلامك عن لاعبي المنتخب المغربي الذين حلقوا عاليا في مونديال قطر وقدموا الوجه المشرق للمغرب ولشبابه.
ولكن واضح من خلال السياق العام أنك تقصدين حكيم زياش وزملاءه.
وإذا كان احترام الرأي المخالف واجبا مقدسا، فإنه حتى في الرأي، فإن الحلال بين والحرام بين..والخروج عن الإجماع أحيانا بحث عن الشهرة..لكن في حالتك لا أعتقد أنك تبحثين عن الشهرة. فقد سبق لك ذلك بسبب قضية قال فيها القضاء كلمته.
إن لاعبي المنتخب أثبتوا أولا أنهم يتقنون مهنتهم ويخلصون لها، وهي ممارسة كرة القدم.
لقد أكدوا على حسهم الوطني وعلى روح الجماعة وقدموا أروع مثال في التضحية والتحدي والبحث عن الانتصار مهما كان الخصم.
لقد ورثوا هذه الخصال عن أمهاتهم وآبائهم، سواء الذي يعيشون في المغرب أو الذين هاجروا إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.
لاعبو المنتخب المغربي
أغلبهم أبناء فقراء ويفتخرون بذلك..كم مرة قال أشرف حكيمي إن والده كان بائعا متجولا ووالدته تشتغل في بيوت الغير؟
فكيف تنكرين على هؤلاء اللاعبين أنهم قدوة للشباب، وقد انتصروا على الفقر والحكرة والعنصرية، وأصبحوا مصدر فخر لعائلاتهم ومدنهم وقراهم وأنديتهم ووطنهم؟
لقد قدموا درسا في الأخلاق وقوة رابطة العائلة ليس فقط للشباب المغربي، بل للغرب، وقد تناولت كبريات الصحف الأوربية هذا الجانب الروحي الذي افتقدوه عندهم.
فبعد نهاية كل مباراة، كان اللاعبون المغاربة يتوجهون مباشرة إلى المدرجات لمعانقة أمهاتهم وباقي أفراد العائلة في صور انتقلت عبر أنحاء العالم.
ياهاجر:
حتى لو كنت تقصدين باقي لاعبي كرة القدم في العالم، فيمكن تقديم نماذج كثيرة للاعبين أعطوا القدوة والعبرة في الدفاع عن الإنسانية والأعمال الخيرية والانتصار للوطن والمجتمع.
أما إذا كنت توجهين رسالة مشفرة إلى جهة معينة، فلن أحكم على نواياك، ويكفيني الرد الملموس على ماكتبت من كلام ملموس.