في الوقت الذي كان المغاربة العالقون بمختلف دول العالم ينتظرون بفارغ الصبر، أن تنتهي المدة الزمنية المحددة ببلاغ حكومي يوم 13 دجنبر 2021 في منتصف الليل، سارعت شركة “لارام” اليوم الخميس 9 دجنبر إلى تمديد تعليق الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 29 نونبر الماضي لمدة أسبوعين، إلى تاريخ لاحق. لا حظوا ” إلى تاريخ لاحق”، بمعنى يمكن أن تستمر معاناة المغاربة العلقين خارج الوطن إلى أن يشاء الله.
أين حكومة أخنوش؟ أين بلاغ الحكومة؟ أين التواصل مع المواطنين والمواطنات المغاربة والمغربيات العالقين والعالقات بمختلف دول العالم؟
شركة “لارام” هي التي اتخذت القرار وبشكل مفاجئ، لا يحترم الحق في التنقل و لا الحق في العودة إلى أرض الوطن. شركة تنتحل شخصية الحكومة، التي لا شخصية لها، تقرر بدل الحكومة. إنها مهزلة أخنوشية بامتياز.
أخنوش لم تكن له الشجاعة لاتخاذ قرار بشكل رسمي وواضح وعن طريق بلاغ. إنه الجبن السياسي والجبن التواصلي. حتى الوكالة الإخبارية الرسمية (وكالة المغرب العربي للأنباء) نشرت الخبر الفضيحة بشكل محتشم. لنتقرأ الصيغة التي جاء بها الخبر في ” لاماب” (علم من مصدر مقرب من أوساط النقل الجوي، أنه تقرر تمديد الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 29 نونبر الماضي لمدة أسبوعين، إلى تاريخ لاحق): أفعال مبنية للمجهول ومصادر مجهولة المصدر.

كل الدول التي تحترم شعبها، قامت بعملية استجلاء مواطنيها المتواجدين خارج البلد، إلا حكومة أخنوش التي تعيد نفس الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الحكومة السابقة التي كان يترأسها سعد الدين العثماني غير المأسوف عليه.
المغاربة العالقون يقولون ألا فرق بين أخنوش والعثماني في التعامل مع المغاربة العالقين خارج الوطن.
ليس من الأخلاق ولا من المواطنة أن تتركهم الحكومة التي صوتوا عليها، تائهين في أزقة وشوارع الدول المتواجدين بها. وليس من الإنسانية في شيء، أن تترك الحكومة مواطنين مغاربة يواجهون مصيرهم في أجواء باردة جدا وفي غالب الأحيان بدون مال.
إن ما قامت به الحكومة الحالية يعتبر وصمة عار على جبين رئيسها الذي لا يبالي بما يعانيه مغاربة عالقون من مشاكل مادية ومعنوية بل من انعكاسات مرضية، لأن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة.
نذكر أن بعض المغاربة العالقين سبق أن وجهوا بواسطة موقع ” لوبوكلاج ” نداء للعاهل المغربي للتدخل، لأنه الوحيد الذي بإمكانه أن يعيد الأمور إلى نصابها والوحيد الذي يمكنه أن يوقف عبث هذه الحكومة التي يبدو أن أخطاءها وزلاتها لا تتوقف منذ يومها الأول.
المغاربة العالقون ببلاد المهجر، حائرون، يتساءلون، إلى متى ستستمر معاناتهم، هل هناك رجل حكيم ينقدهم من معاناتهم ويعيدهم إلى بلادهم؟