قبل بضع أيام طار كل من: رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” ، وأيضا الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى العاصمة “بيكين” بدولة الصين، طالبين تذخل الرئيس الصيني “شي جين بينغ” لأجل التوسط لدى الدب الروسي “فلاديمير بوتين” لأجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
لسان أوروبا يتحدث .
رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، أعربت عن أسفها الشديد إثر توتر العلاقات بين أوروبا والصين في السنين الأخيرة، مؤكدة أن القادة الأوروبيون جميعهم لديهم رسالة واحدة وهي الحصول على موقف ثابت من الصين، بخصوص الحرب الروسية مع أوكرانيا، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى، إن التنين الصيني، ليس بالسياسي السهل، حيث يتميز بالمرونة والروية والسير بخطى ثابتة ورزينة، والقليل من المكر المطلوب، والمباح، حيث يتطلع التنين الصيني إلى صدارة العالم وإزالة أمريكا من الطريق…، ويتهيأ التنين الصيني لقيادة العالم وفق خارطة طريق جديدة، وتحالفات بعروض ومزايا مغرية وتفضيلية لمجموعة من الدول النامية بأفريقيا والشرق الأوسط وأسيا..، تجعل حلفاء أمريكا يفرون منها ويتوجهون نحن الحلف الجديد (الشبه معلن)، أو الذي سيعلن عنه بقيادة التنين الصيني، والدب الروسي، وبعملة جديدة تدق أخر مسمار في نعش الدولار الأمريكي .
فرنسا تأكل من التفاحة المحرمة .
هذا، ولا يخفى على العالم، أن فرنسا التي لا تمتلك أي ثروة طبيعية تنمي اقتصادها الداخلي، فقط ظلت لسنين طويلة تعتمد على المص من خيرات الثدي الأفريقي، من غاز الجزائر، وفوسفواط المغرب، وذهب السودان وأنغولا ومالي وباقي مستعمراتها، وتسببت في حروب أهلية وصراعات سياسية داخلية بين الشعوب، بل ونصبت جنرالات ورؤساء مجموعة من الدول الأفريقية كانوا يتحركون ويأتمرون بأمر الديك الفرنسي ولا يعصون له أمرا، بسبب إتفاقيات ومعاهدات استعمارية مجحفة استمرت لسنوات طوال أنهكت قوى تلك الدولة المصنفة في خانة (دول العالم الثالث).
أسد الأطلس المغرب، يركع الديك الفرنسي.
قبل بضع سنين حاولت فرنسا كما كانت في السابق الإستمرار في عنترياتها الفارغة..، والتدخل في ما لا يعنيها في ملف الصحراء المغربية، حيث تعتبر الأخيرة جزءا في هذا الملف المفتعل، كما عمل الديك الفرنسي دائما بمنطق الإبتزاز الرخيص والمساومة لأجل استنزاف ثروات وخيرات الشعب المغربي من خلال مسرحيات برلمان الإتحاد الأوروبي، وملفات حقوق الإنسان…
لكن سياسة المغرب الخارجية تغيرت تماما بنسبة 360 درجة، وسارعت إلى الإنفتاح على أفريقيا قبل حوالي 20 سنة، منذ إعتلاء الملك محمد السادس العرش، والذي وضع قدم للمغرب في عمق أفريقيا، وبنى علاقات جيدة وطيدة تحت شعار : “رابح رابح” مع معظم الدول الأفريقية الشقيقة، ليتمكن من الإمساك بخيوط اللعبة في القارة السمراء.
الديك الفرنسي يريد أن يتعافى من جراح أنياب أسد الأطلس، المغرب.
فطنت فرنسا إلى أن المغرب أصبح أكثر قوة منها في أفريقيا، والتي تعتبر أرضه وعمقه الأصلي وموطنه، وأنه أدرى بسياستها وشؤونها الداخلية على مدى ما يقارب 850 سنة، وحاولت فرنسا ممارسة الإبتزاز بملفات عدة، وفي الأخير فشلت، تم لجأت لسياسة الاستعطاف والتوسل من المغرب خانعة ذليلة.
ولكن المغرب لا يريد إستعطافا من فرنسا، كما إن إستعطاف فرنسا وتوسلها لا يجدي نفعا، ولا فائدة منه للمغرب، حيث يريد المغرب موقف ثابت وصريح وواضح من القضية الفرنسية بعيدا عن الضبابية كما قالها الملك “محمد السادس في مجموعة من الخطابات السامية، في ظل إستمرار موقف الضبابية قام المغرب بمجموعة من الإجراءات الأولية: منها طرد شركات فرنسية، ووقف العديد من المشاريع المشتركة، ووقف أسهم شركات فرنسية في بورصة الدار البيضاء…، وإشعار شركات أخرى بمغادرة المغرب، وبهذا ويكون المغرب قد تمكن من طرد الديك الفرنسي من الجنة الأفريقية .
الديك الفرنسي يتودد للتنين الصيني خوفا من مخالب الدب الروسي .
اليوم قلب التنين الصيني، بتحالف مع الدب الروسي الطاولة رأسا على عقب فوق رأس أوروبا تحديد، تعتبر فرنا ذات قوة ومكانة في القارة الأوروبية، إلى جانب كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا الذين يتزعمون قيادة القارة العجوز.
وتعتبر فرنسا هي الخاسر الأكبر في الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما وافقت على فرض عقوبات على روسيا، وبعد إنقلاب السحر على الساحر، وحصول أزمة غذائية عالمية وإرتفاع الأسعار بشكل جنوني في العالم، ونذرة الطاقة : الغاز وباقي المحروقات… في أوروبا، وتحديدا فرنسا، وألمانيا.
سارع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى مقابلة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بالعاصمة بيكين، يطلب من الأخير التوسط لدى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لوقف الحرب الأوكرانية، إلا أن التنين لا يبين أنه يريد استمرار الحرب بغرض تفكيك حلف الناتو، ولإخضاغ دول القارة العجوز الواحدة تلوة الأخرى، وعزل أمريكا عن باقي دول العالم لإسقاط هبتها وإخضاعها هي الأخرى .
النسر الأمريكي يحلق ويترقب بعينه الثاقبة ماذا يحدث في العالم .
أصبحت الأهداف والنوايا شبه معلنة، لكل من التنين الصيني، والدب الروسي، والنسر الأمريكي، بحيث تعتبر هذه الدول هي الأقوى عالميا من حيث التكتيك الحربي والعسكري في العالم، لكن الخوف الأكبر يكون من النسر الأمريكي الذي يراوغ ويترقب من الأعلى عبر مسيراته وأقماره الاصطناعية وجواسيسه…، وأيضا يكون الخوف من الدب الروسي الذي لا يفارق حقيبته النووية، ولا ننسى مجنون كوريا الشمالية، حيث هو الأخر يظل متأبطا حقيبته النووية، والوحيد الذي يتميز بالحنكة والروية هو التنين الصيني الذي أمسك بخيوط اللعبة العالمية، وهو ما يرضاه النسر الأمريكي، وأيضا الدب الروسي الذي صرحا علنا رغبته في استعادة أمجاد القياصرة الروس، فإما توافق أمريكي صيني روسي، أو الحرب النووية يكون ضحاياه أزيد من ثلاثة ملايير من سكان الأرض .