معلوم أن رئيس الحكومة المغربية “عبد العزيز أخنوش” تبنى حملة محاربة رفع الأسعار بلغة (جمل شاف كبة صاحبو ما شفا كبتو) حسب المثل الشعبي المغربي الشائع، ناسيا أو متناسيا أنه جزء كبير من أزمة الغلاء، ودعا وزراء حكومته للخروج إلى الشارع والتواصل مع المواطنين،
إلا أن هذا كان من المحال بأي وجوه يقابلون المغاربة، فكان التواصل مع وزارة الداخلية هو الحل، بإعطاء تعليمات الوزارة لرجالها من عمال وولاة للنزول للشارع وتفقد أحوال المواطنين، فأيضا كان هذا من المحال، ونزل السقف إلى تكليف القواد والشيوخ والمقدمين ورؤساء المصالح بهذه المهمة والتي كانت على الشكل التالي :
نزل رجال وزارة الداخلية بعدد من القواد مدججين بهالة وهيلمان من رجال القوات المساعدة، وكاميرات ولايفات وو..إلخ.. في بعض المدن المغربية لأجل إستفسار الباعة عن سبب ارتفاع أسعار الطماطم والبصل والبطاطس وباقى الخضروات،
وكان الجواب شبه موحد نسعى لربح درهم أو 0.50 سنتيم في كلغ، ناهيك عن الخضروات التي تمرض وتضيع وتكبدنا خسائر فادحة، نحن نشتري الغلاء في الأصل من عند المزارع، والسبب راجع إلى إرتفاع أسعار المحروقات والأسمدة الذي تضاعف أربع مرات عن السابق…وهذه الأمور يحدثنا بها الفلاح، نحن تجار الجملة والفراشة أو الطابلة، وكان هذا جواب الباعة .
إلا أن رجال الداخلية وجدوا ضالتهم، وعرفوا السبب الحقيقي في إرتفاع الأسعار، حيث أن الباعة لا يعلقون لوائح الأسعار على الخضر، و انتشر شريط فيديو لأحد رجالات وزارة الداخلية يأمر مواطن بتعليق لوحة الأسعار…،
وهل يعلم هذا المسؤول أن أغلب بائعي الخضر والفواكه والمنتوجات الفلاحية يجهلون القراءة والكتابة، هل يعلم أن ثقافة الشعب المغربي هي (الشطارة)، أو لم يسبق لصاحبنا أن (تشطر) عند شراء خروف عيد أو مأكل أو ملبس أو حداء…
وظهر رجال الداخلية أيضا في أحد محلات البقالة لديه علبة بعض المصبرات تجاوزت مدة صلاحيتها حوالي “10 عشرة أيام”، وهو ما ردت على إحدى المواطنات بالصوت والصورة، “راقبو رئيس الحكومة أخنوش أولا وعطيوني البريمي ناكلو كنموت بالجوع“.
هذا، وقد فاضت مواقع التواصل بالتعليقات الساخرة على ما وصفوها بالمسرحية الهزلية الغير مقبولة والتي لم تعد تنطلي على الشعب المغربي، حيث علقت معظم صفحات الرواد على هذه الصورة بعبارة واحدة وموحدة “شكرا للحكومة على مجهوداتها على إلزام الباعة بتعليق أسعار الخضر..ولينا شنوف ونيزيدو مع طريق ونوفر عناء الشحفة والسؤال عن الأثمنة الباهظة”، حيث يعبر هذا التعليق من قبل ألاف الرواد بمثابة الرسالة المبطنة الهادئة و المعقلنة للحكومة و (ناقوس)، وتخفي في طياتها رسائل مشفرة تحذيرية (حيث الجنوي وصلت للعظم) كما قال أحد الرواد .
ومن جهة أخرى، طالب عدد من الرواد التدخل العاجل ووقف سياسة التصدير للخارج دون توفير الإحتياجات الضرورية للسوق الداخلية المغربية، مؤكدين أن السبب الرئيسي في ما وصفها بهذه الأزمة، هو إرتفاع أسعار المحروقات و الأسمدة الفلاحية ، وبالاساس المحروقات التي أرخت بضلال الأزمة على باقي المنتجات الوطنية .