أُجبر زكرياء على “سرقة” حاسوب وبضاعة تقدر ب 3000 درهم من محل ألمنيوم كان يشتغل فيه قرب سور المعگازين في طنجة.
الشاب الفقير والده مريض جدا ولأنه أكبر إخوته فقد دخل محل عمي جعفر خلسة بدل أن يخرج للناس شاهرا سيفه.
زكرياء لم يجد قوت يومه!
ترك “اللص” المحترم رسالة رقيقة لرب العمل يعتذر فيها منه ومن يوسف ويشرح فيها الظروف، بنت الكلب، التي دفعته إلى حمل الحاسوب ويلتزم لهما برد البضاعة اضعافا مضاعفة.
لا شك أن زكرياء واحد من 3 مليون مغربي دخلوا مسلخ الفقر، خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب فساد النخب في المغرب والريع المرعي والاختيارات السياسية المجافية لمصالح الناس.. وهو فوق الأرض نفسها التي يمشي عليها كبار اللصوص لكنهم لا يتقاسمون نفس السماء لإن سماء زكرياء مرصعة بالقيم التي دفعته إلى الكتابة والشرح والاعتذار.
زكرياء شاب طيب، نظيف الذمة و “جريمته” شَرُُ نَقِي وسَرِقَتُهُ، لا شك، فِعلُُ مقدس كما كتب جون جُنيه في يومياته الضاجة بالمعاناة.
عزيزي شكري، مازال الخبز حافيا في طنجة، مرا في باقي أرجاء المملكة.