تشهد مدينة زاكورة منذ عقود توالي سنوات الجفاف. جفاف كبير يبس معه النخل والشجر، وجف معه الوادي “وادي درعة “، الذي يعتبر مصدر أمل أهل الجنوب الشرقي، أرضها تحترق في صمت، حيث أصبحت الحرائق تلتهم ألاف أشجار النخيل والأشجار، الشيء الذي جعل واحات درعة مهددة بالانقراض.
مما سينعكس سلبا على أهل البلدة البائسة، أغلبية سكانها يعتمدون على منتوج التمور في حياتهم المعيشية، معظمهم تركوا تلك البلدة اليائسة باحثين عن منافذ عيش تضمن لهم الاستقرار، ولم يبقى إلا القليل من المتشبثين بأراضيهم.
زاكورة التي كانت في زمن ماض أرض الخيرات وكانت الحياة بهيجة مع فيض وادي درعة، بنخيله وأشجاره، ومياهه، وصحرائه.
أما الآن لا شيء يدعو للحياة في تلك البلدة كل شيء يبس
الناس هاجروا وتركو المكان، والحيوانات تموت جوعا لتصبح جثثا عفنة ترمى في الخلاء للكلاب والذئاب.
أزمة العطش والجفاف تعود لسنوات طويلة، والسكان اعتبروا زراعة البطيخ الأحمر السبب المباشر في ندرة المياه بالمنطقة كما هو معلوم جل أراضي زاكورة يتم استغلالها لزراعة البطيخ الأحمر، فالإحصائيات تؤكد أن “الدلاح” يستهلك حوالي 12 مليون متر مكعب سنويا، وبطيخة واحدة تستهلك من 45 إلى 100 لتر.
ومساحة زراعته تصل إلى أكثر من 20 ألف هكتار.
إذن هل ستعود زاكورة، يوما ما لحياتها التي كانت عليها من قبل؟ أم أن الأمر سيزداد سوءا في قادم الأيام؟
حدة هذه الأزمة تزداد أكثر في فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة، فالمنطقة شبه صحراوية والساكنة بحاجة ماسة للماء الصالح للشرب، الابار لم تصلح مياهها للشرب مما دفع بالكثيرين من شراء المياه مخافة الموت والعطش.
أزمة العطش والجفاف تعمق من معاناة ساكنة زاكورة، لدى على المسؤولين التدخل العاجل لإنقاذ أهالي الجنوب الشرقي من شبح الجفاف.