· إدريس الراضي
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 9 من السنة الثالثة للاعتقال التعسفي.
مساء الحرية أيها البريء.
عندما نعلن براءتك مما صُنِعَ لك فإننا نرفع صوتنا بالحقيقة، لأن ما نقوله هو الحقيقة.
هذه الحقيقة يعرفها العالم بعدما اهتزت قاعتا محكمة الاستئناف 8 و 9 بمرافعات الأساتذة المحامين وهم يحطمون تلك التهم سيئة الصنع، ويكشفون عن السبب الحقيقي الذي جعلهم يخططون لإسقاطك و تغييبك لِسِتِّ سنوات .
والآن، اكتملت دورة الحقيقة وسقط التخطيط وتحمل القضاء كعادته وزر هذه المرحلة ولم يوفر العدالة لمعتقلي العهد الجديد من الصحافيين المستقلين والمدونين والنشطاء الاجتماعيين.
وأصبحت هذه المقاربة معزولة ، وتراجع من انخرط للدفاع عنها مسخراً وممولاً، ونالت صورةُ البلد القسط الأكبر من التسويد الحقوقي وأصبحت تتصدر الصفحات الأولى لأكثر المنابر انتشاراً ومصداقية كما تتصدر الصفحات الأولى لتقارير المنظمات الحقوقية الأممية من بين الدول التي تنتهك حقوق الإنسان وتمنع حرية التعبير.
ورغم ذلك لا نفهم إصرار السلطة على عدم الانصات وتجاهل نداءات المجتمع الحقوقي والسياسي وبعض الشخصيات السياسية الوطنية والدولية من أجل إلغاء هذه المقاربة الأمنية وفتح المجتمع والفضاء العام في وجه الطاقات الوطنية للمشاركة السياسية والمدنية في تدبير شؤون البلاد بكل المسؤولية والواجب الوطني.
ألا تكفي كل هذه السنوات من تغييب أنجب ما جاد به هذا الوطن، ظلماً وعدواناً ؟
أبناؤنا لا يستحقون السجن الذي صاحبه تعذيب نفسي ناهيك عن تهم كانت تهدف إلى تشويههم وعزلهم عن المجتمع، لكن رمزيتهم وعملهم وتربيتهم كانت أقوى من التلفيق والتشهير، فانقلب السحر على الساحر.
ننتظر بكل أمل قراراً يحملنا بعيداً عن هذه المقاربة ويفتح لنا باباً نحو مجتمع الحريات .