كل الفضاءات تؤدي إلى الرأي العام. مهمة الصحافي أن يبحث عن الحقيقة و يخبر الرأي العام بكل الطرق، الواقعية و الإفتراضية. الصحافي الشاب و المتميز يونس مسكين ، كتب تدوينة جميلة و قوية على صفحته الخاصة بمنصة الفايسبوك، ضد هذه الحكومة الهاوية.
- يونس مسكين
“هناك مشكلة تواصل كبيرة (وخطيرة) عند الحكومة الحالية لكن للأسف الشديد حلها لن يأتي بوصفات التواصل، لسبب بسيط هو أن العطب سياسي..
ما جرى من تجريف للحياة السياسية والفضاء العام، لم يترك لا أحزاب ولا نقابات ولا صحافة ولا فضاءات للنقاش والتفكير الحر (نسبيا) جعلنا أمام حكومة الفراغ ومؤسسات الفراغ… وفاقد الشيء لا يعطيه
مضمون الخطاب التواصلي للحكومة حول أزمة الأسعار يؤدي مفعولا عكسيا وربما كان الصمت (على خطورته) أرحم من هذا الخطاب.
ما معنى أن تأتي في عز الأزمة وتقول للناس إنني واصلت دعم الغاز والكهرباء والخبز…؟ ما معنى أن تأتي في لحظة استثنائية لتخبرني بكل فخر أنك تواصل فعل ما كنت تفعله في الظروف العادية؟
نفترض، وهذا صحيح، أن الأزمة جعلت استمرار الدعم العادي يكلف أكثر من السابق، لماذا علينا انتظار أسابيع من الغليان واجتماع بروتوكولي معقد منمق لزعماء تحالف الأغلبية لنسمع هذا الأمر؟ لماذا لا نسمع خطابا رسميا في برامج الصباح الإذاعية والتلفزيوية؟ لماذا لا نجد خطابا رسميا سريعا وفوريا في المنصات الرقمية؟ كيف نستمر في التواصل بطريقة الثمانينات في عصر التواصل الحي المباشر؟
يمكنك أن تخبر الناس الآن أنك تحملت ضعف الدعم العمومي المعتاد للمواد الأساسية، لكنهم لن يسمعوا منك لسبب بسيط: طريقة تواصل الحكومة تشعر الناس أنها ليست معهم، أنها منخلاهم، أنها ماضية في برامجها الخاصة مهما علت أصواتهم وصرخاتهم…
راه التمثل أهم وأخطر من الواقع، إذا جعلت الناس يتمثلونك متعجرفا منغلقا، لن يكون لتواصلك أي نفع أو نتيجة..
أطلقوا الحياة العامة والفضاء العام انكم تخنقون الدولة وتخنقوننا معها!”