دَعُونِي وحدي، فإنّي لا أحسنُ الكلاَمَ
دَعُونِي وحدي، أشْكُو لشيطانيَّ الآلامَ
دَعُونِي وحدي، أحْكِي له الظلمَ وَ الظلامَ
دَعُونِي وحدي، أشكُو له الهُمُومَ الجِسَامَ
يا شيطاني، قُلْ لِي رَجاءً رَجاءً ماذا ترَى ؟
يا شيطاني، أرأيتَ من قَبْلُ مِثْلَ هذا العمى؟
أرأيتَ يا شيطاني، كيف الصالحُ عندنا يُجْزَى؟
أرأيت يا شيطاني، كيف الصالحُ عندنا يُؤذَى؟
نزلتُ والأصْحابُ نحملُ لاَفتةً وشعاراً
نَادَينَا وَسْط الرِّباطِ وصِحْنَا كفى قهراً
صَرخنا والحناجرُ مبحوحةٌ كفى احتقاراً
صَرخنا والأنامُ شاهدة، كفى استهتاراً
سَالتِ الدِّمَاءُ على الجِباهِ قَطرةً قطرةً
هُشّمَتْ رُؤوسُنا كأنَّنا غزاةٌ أو عتاةٌ
ظَلمونَا وَ نَسُوا أنّنا، نحنُ ،للِعلمِ حُماةٌ
إن التاريخ سَيُنْصِفُنَا فهو خَيرُ القُضاةِ
وإذَا المَظلُومُ يَسألُ: بأيّ ذَنبٍ أُهانُ؟
ألٍأنّي مُحِبٌ لوطني ؟ ألهذا أدانُ؟
ألٍأنّي للِظُلمِ والقهر والفقر مُسْتَهْجنٌ؟
ألِأني عن السِّلْم أدافعُ و بالعدالة أؤمنُ ؟
أنا لا أكرهكم، أنا فقط ظُلِمْتُ فأطلقت نداءً
نداء من قبلُ أطْلقهُ المهندسون والأطباءُ
رَوْا جيّدا ! فنحن نداءٌ وصرخةٌ ولَسْنا أوْباءً
نحن بَنُوكْم وبناتكُمْ، فلِمَ لا تكونوا لنَا آباءً؟
أيها الوطنُ أَقْبِلْ لا نريدُ مِنكَ الإِحْجَامَ
أَفَكُلَّمَا تألّمنَا فاشْتكيْنَا لَقِيْنا مِنكَ وَجْمًا ؟
أَفَكُلَّمَا حَزِنّا فَقَصدْناكَ لَقِيْنا منكَ تَجَهُّماً؟
فيا وطني، نحن بَنُوك فكن لنا رجاءُ أُمًّا