ذكرى المولد النبوي الشريف على الأبواب، وتتعدد طرق الاحتفال بهذه المناسبة عند المغاربة بتعدد مناطق البلاد.
اعتاد السلاويون على الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف بمحفل يسمى ب”موكب الشموع” او “دور الشمع“.
حين يجتمع الدين والفن:
هو مهرجان ديني وفني يحل في الحادي عشر من ربيع الاول بسلا، يستمر لحوالي اسبوعا كاملا، يحضر فيه الفلكلور المغربي الغني من عيساوة، وكناوة، والطقطوقة الجبلية…، وتأخد الشموع في هذا المحفل مكانة خاصة حيث تكون متنوعة الاحجام مختلفة الالوان، تزن كل واحدة منها ما بين 15 الى 50 كيلوغراما تلصق على هياكل خشبية وتصمم على شكل صوامع وقبب تحمل عبارات اسلامية ك”الله” و “بركة محمد“.
تنطلق احتفالات موكب الشموع بعد صلاة عصر يوم الحادي عشر من ربيع الأول،من السوق الكبير قرب دار صانع الشموع، ويكون في مقدمته الشرفاء وأتباع الزاوية الحسونية ثم الاشخاص الذين يحملون الشموع، يجتمعون في عرس فني من موسيقى وغناء يجولون في أهم شوارع المدينة إلى ساحة الشهداء ثم دار الشرفاء.
السياق التاريخي ل”دور الشمع“:
يحكى أن أصل فكرة تنظيم موكب الشموع تعود إلى “السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي” الذي أذهل بموكب الشموع العثماني خلال زيارته الى اسطنبول، ومن تم قطع عهدًا على نفسه بتنظيم موكب مماثل عند توليه للحكم. و أقيم أول احتفال بموسم الشموع كان في أول ذكرى للمولد النبوي من حكم السلطان أحمد المنصور الذهبي في سنة 986 للهجرة (1578 ميلادي).
استمر موكب الشموع منذ قرابة 5 قرون بجهد من الزاوية والشرفاء الحسونيين، اذ يعملون على صيانة هذا الموروث الثقافي الذي تركه “السلطان أحمد المنصور” منذ الدولة السعدية بالمغرب حين احتفل به بعد انتصار المغرب في معركة وادي المخازن التي شارك فيها “عبدالله بن حسون” وكلفه السلطان في ذلك الوقت بقيادة الموكب، ومن تم دأبت الزاوية الحسونية على تنظيم “موكب الشموع“.