صدر للكاتب و الروائي المغربي عبد الحميد البجوقي ، عمل روائي جديد بعنوان ” الجنيس ” ، وهو يستمر من خلاله الكاتب في نفس نسق أعماله السابقة ، الثلاثية ، ( عيون المنفى أو المورو خايمي ) ، ( حكايات المنفى أو عبسليمو النصراني ) ، و ( موت في المنفى أو المشي على الريح ) ، نسق الاهتمام بموضوع المنفى من خلال التجربة الحياتية للكاتب في اسبانيا ؛ البحوقي لا يكتب من أجل الكتابة فقط . بل مهووس بهاجسه الحقوقي المهتم بقضايا الهجرة و المنفى و مآسيها ، خاصة في جوانبها النفسية و الانسانية .
رواية ” الجنيس ” ، ربما قد تعد خروجا بسيطا عن النسق الأول للكاتب ، بإتجاهه هذه المرة الى الهجرة ( الغير قانونية ) ، الهجرة في شكلها المعاصر الذي تحولت الى اشكالية سياسية و موضوع علاقات سياسية ، وخلافات ونزاعات دولية ، بعد آن كانت مصدر الغنى الانساني ، البجوقي في الجنيس يفحص الجوانب و الاسباب التي قد تدفع انسانا الى المغامرة بالهجرة سرا و تحمل مخاطر كبيرة تصل حد الموت ( ظاهرة قوارب الموت ) ، ومواجهة التعسف القانوني و الاداري ( قوانين الهجرة ، الاستغلال السياسي ) ، و واقع الكراهية و البغض ( العنصرية ) ، و إن كان الكاتب لا يغفل بقع الضوء الانسانية ( انتصار الحب على الكراهية ، استماتة الحقوقيين في التأكيد على الجانب الانساني و الحقوقي للهجرة ) .
عبد الحميد البجوقي و في معرض حذيثه عن روايته ، عرج على إختيار العنوان ” الجنيس ” و الذي يتفرد عن إختياراته السابقة ، بتكونه من كلمة واحدة متفردة ، تفرد الانسان الكوني الذي يدافع و يبحث عنه الكاتب في كتاباته ، مواطن عالمي فوق الحدود و الجنسيات و قوانين الهجرة ، إنسان جنيس متجانس يمثل البشرية في نواتها الطبيعية ، التي كانت الهجرة دائما من طبيعتها الأصلية المجبولة عليها.