تقع مدينة مريرت في قلب الأطلس المتوسط والتابعة إداريا لعمالة إقليم خنيفرة والتي عرفت ملحمة في تاريخ المقاومة وأضحت مهدا لاحداث لا زالت شاهدة على ذلك ودفع رجالها البررة دماءهم في سبيل الوطن لكن الظروف وتوالي النكسات بسبب توالي المسؤولين الذين استنزفوا خيراتها وكأنهم هم الاستعمار بنفسه و بشكل اخر الأمر الذي حول مجريات الأمور بهاته المدينة الهادئة إلى كابوس وتحول معه ساكنتها إلى طوارق يهاجرون من إلى مناطق و مدن أخرى بحثا عن لقمة عيش
يعتمد النشاط الاقتصادي بالمنطقة على بعض الحرف والمهن البسيطة وانشطة البناء إلا أن هذا النشاط بدأ يتراجع بشكل كبير نظرا للقوانين التعجيزية التي فرضتها السلطات في هذا المجال وكذا مشكل بعض الأحياء التي لم يتم حل مشكلتها بخصوص التعمير ” حي الغزواني ” و ” افود إكبار ” و ” تحجاويت ” وزاد الركود التنموي ومع توالي أزمة الجائحة من تعميق الجراح إضافة إلى غياب المشاريع التنموية التي يمكن أن تعيد المدينة إلى الواجهة فلا طرقات صالحة للسير ولا أزقة معبدة حولتها الحفر إلى مقابر ولا مرافق للشباب لقضاء أوقات الفراغ ولا اسواق نموذجية ولا مشاريع اقتصادية من شأنها احتواء ظاهرة البطالة والمستفيد الوحيد هو مافيات العقار التي تحافظ على ممتلكاتها وتزحف نحو المزيد الأمر الذي جعل الرأي العام يتساءل عن أحوال مدينة مريرت التي تحولت إلى شبه صحراء قاحلة امام العجز المسجل في التنمية بها واضح لا يبشر بالخير أمام هجرة أبناء المنطقة من مختلف الأعمار نحو مدن أخرى واتخاذ قوارب الموت وسيلة الهروب من جحيم الانتظارات اليائسة ……
تحولت مدينة مريرت إلى قرية للبؤس واضحى الحرفيون و المهنيون و التجار يشتكون من الأزمة الخانقة التي ألمت بالمدينة والتي لم تشهد لها مثيل أمام تذبذب الخدمات في كل المجالات وغياب دور المنتخبين المحليين الذين ضربت الأمية في اطنابهم فكيف إذا يمكن أن يتم التحدث عن المشاريع المبرمجة في الأفق أمام تهميش هذه المنطقة التي كانت مهدا للمقاومة ليبقى النسيان والتهميش سيدا الموقف إلى حدود الان نظرا لغياب اي رؤية تنموية بعد إقصاء العديد من شباب المنطقة من المبادرة التنموية بعد أن وضعوا ملفاتهم رهن المؤسسات البنكية و المالية لتحقيق هاته المشاريع وذهب كل شيء مهب الريح وبقي كل شيء مجرد حبر على ورق وغابت فرص الشغل لشباب المنطقة من أجل انتشالهم من قوقعة التهميش والنسيان
إن المشهد بمريرت اضحى جمودا تدير رحاه وترعاه نخب فاشلة شعارها بطء التنمية وتكريس الانتظارية واستغلال خطابات الاصلاح والتنمية كشعار مرحلي خلال المواسم الانتخابية للتأثير على المشهد العام وغسل الأدمغة لكنها في الواقع إرساء لثقافة الإقصاء وتعد مريرت كما ألفناها صورة تختزل تاريخا من التهميش والهشاشة وغياب مختلف أساسيات التنمية