مع تتواتر الأخبار المؤسفة عن تدهور الحالة الصحية للمضربين عن الطعام والمعتصمين، من المطالبين بإلغاء نتائج الشق الكتابي من امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، بسبب “الخروقات ” و ” الشبهات ” التي طالتها…
هو إضراب عن الطعام حقيقي وعلني، وفي مقر جمعية حقوقية، وبتغطية إعلامية من عين المكان تؤكد أنه إضراب جدي، لا يمكن التشكيك فيه، كنا أن كل من حضر للدعم أو للتغطية عاين عن قرب التدهور الخطير لصحة المضربين عن الطعام الذين يفقدون الوعي لمرات متعددة في اليوم نتيجة الإنهاك.
يتحمل وهبي مسؤولية كبرى فيما يمكن أن يحدث، فالأمور لم تكن لتصل لهذا الوضع المأساوي، لو تحلى بصفة رجل الدولة المسؤول، فقد كانت أمامه خيارات كثيرة، ومنها أن يفتح تحقيقا في الشبهات التي احاطت بالامتحان مادام يقول إنه متيقن من نزاهته، وكان عليه أن يفتح حوارا مع المحتجين ، وأن يستمع لهم، وكان عليه أن يقدم ما يفند ما نشر حول الامتحان.
لكنه للأسف اختار أن يركب عناده، وأن يشعل النيران عوض إطفائها في هذه الظروف المحتقنة، ذلك أن تصريحاته زادت الطين بلة.
واليوم بتجاهله للأضراب عن الطعام يبين عن سلوك لا إنساني ولا أخلاقي ولا سياسي.
المؤسف كذلك هو تفرج ” العددين” على ما يقع، وكأن الأمر لا يعنيها.
فلا قادة الأغلبية دافعوا عن خيارات وزيرهم، ولا تدخلوا لتنفيس الاحتقان، والبرلمانيون صمتوا عن الموضوع، لا هم نددوا ولا هم تضامنوا ولا هم قاموا بواسطة.
كية لي جات فيه وصافي..
✍ حنان رحاب