هذا هو السؤال الذي طرحه جون واتربوري صاحب “أمير المؤمنين” في لقاء مع إحدى المجلات و هذا هو السؤال الذي لم يجد له جواب ، اليوم، الإعلامي و المحلل السياسي بشبكة ” الراي نيوز ” الإيطالية، زهير الواسيني في مقال نشر كاملا بالزميلة ” هسبريس ” و الذي نقتطف منه هذا المقطع الذي يقول فيه :
“علينا الاعتراف، وبكل موضوعية، بأن الدولة المغربية خرجت أكثر قوة بعد هذه الانتخابات، سواء محليا أو عالميا عبر تقديم صورة لبلد مستقر، يبدو استثناء في منطقة بكاملها؛ إذ أبان أصحاب القرار عن براعة كبيرة في تجنيب المغرب ما عاينته دول أخرى من مآسٍ نتيجة سوء تدبير عاصفة الربيع العربي.
هذا الاستقرار مبني على أولويات، ربما آخرها بناء ديمقراطية حقيقية وشفافة تسمح بتسيير الصراعات التي تعرفها كل المجتمعات، بشكل سلمي؛ فنحن أمام نخبة سياسية تتقمص كل الأدوار الممكنة، المؤيدة منها والمعارضة، لكي تستمر في الدفاع عن مصالح طبقة معينة، وهو ما تقوم به على أفضل وجه.
في لقاء مع إحدى المجلات يعلق جون واتربوري صاحب كتاب “أمير المؤمنين. الملكية والنخبة السياسية المغربية”، على سؤال مرتبط بمدى إمكانية بناء ديمقراطية مع وجود المخزن في السلطة، فكان جوابه واضحا: “إن نظام المخزن أصبح أكثر تعقيدا مع مرور السنوات، أصبحت لديه تجربة كبيرة في التعامل مع الأمور السياسية الداخلية. إذن، هناك تغيير في المغرب، لكنه تغيير بطيء”. ويختم صاحب أحد أهم الكتب لفهم دواخل الدولة العميقة بالمملكة الشريفة بسؤال بسيط: “هل هذا ما يريده المغاربة؟.
إنه السؤال الذي لا أجد له جوابا. ربما إن الظروف، والانتماء إلى طبقة من طبقات المجتمع، والوضع الاجتماعي لكل فرد على حدة؛ هو ما يحدد نوع الإجابة. وبحكم أن الأمور بخواتمها، فلنقل إنه بعد انتخابات الثامن من شتنبر كل المؤشرات تدل على العودة إلى نقطة البداية بعد التخلص من حزب لم يفهم أبدا موقعه من الإعراب: عشر سنوات عاشها متفرجا على ما تنجزه الدولة الحقيقية والآن ترك الزمام في يد شركائه في الحكومة الذين يتم تقديمهم كعذارى العمل السياسي بالمملكة.
هذا إذن هو المسار الذي يطلق عليه البعض، بمن فيهم زعماء حزب العدالة والتنمية، الاستثناء المغربي.
تكتيكات متكررة، وبنفس الأسلوب، منذ استقلال المغرب إلى اليوم، لتكريس دولة مركزية تلعب فيها المؤسسة الملكية الدور المحوري. وبدون الدخول في أحكام قيمة لا معنى لها، لنقل فقط هذا هو اختيار المغرب الرسمي الذي انتصر وبالضربة القاضية على أي مغرب آخر ممكن. المهم أن اللعبة أصبحت واضحة. انتهى الكلام”.