في آخر مؤلف صدر له عن منشورات الخيام بعنوان “الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة”، يذكرنا المفكر المغربي حسن أوريد،بايميل زولا عندما كتب ” إني أتهم ” (J’accuse) . حسن أوربد يذكرنا من جهته ب “سكيزوفرينيا الغرب”، ومستقبل العالم من حولنا.
يذكرنا ان إسرائيل“لن تعود كما كانت (…) تنتصر تكتيكيا، كما قال العراب الأمريكي، وتنهزم استراتيجيا”، فقد “أخذت تفقد بعضا من أساطيرها المؤسسة؛ من قبيل الجيش الذي لا يقهر، وريع المظلومية، والواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط”. و أن “العالم العربي لن يبقى كما هو (…)
يذكرنا أن المجزرة التي تتعرض لها غزة “موعد مخلف” آخر للغرب؛ “بسبب الصمت المريب من قبل ساسته، والتواطؤ الفاضح من قبل الولايات المتحدة، والتأثم المشين من قبل بريطانيا، والازدواجية المفضوحة من قبل فرنسا، والماكارثية المعلنة ضد من يجهر بالحق وينهض ضد إبادة شعب”.
يرافق هذا “صمت مريع، لدى النخبة الفكرية الغربية”، وتواطؤ لا يمكن التحجج عليه بجهل ما يقع مستقبلا، فضلا عن “سبة للذكاء ومنطق الأشياء بالدفع بتأمين (المساعدات الإنسانية)، والامتناع عن وقف العدوان، كمن يمن عليك بأنه يضمد جرحك، وهو من جرحك، أو أمر بجرحك، أو تغاضى عمن يجرحك”.
كما يذكرن ” أنه لا يكفي أن نتجنى على الآخر، ونذهل عما كسبته أيدينا. من سذاجة بعض من حملة الرحلة، وما أبرئ نفسي. ومِن تواطؤ بعض منهم، من أمعن في التماهي مع الجاني. نحن أمام ظاهرة مريبة من نخب مهزوزة، من غير نسغ، صنيعة ماكينة إعلامية وإيديولوجية”،
و يذكرنا قائلا “نحن مطالبون بإعادة النظر في كل شيء؛ في (الآخر)، ودعوته (العالمية)، وفي أنفسنا، وفي من يعتبرون (ضمائر حية)، وهم “كائنات مختبرية، في حقيقة الأمر”،
و يذكرنا اننا ، أمام “تطهير عرقي وإبادة جماعية ونكبة جديدة، في حجم أكبر”، و أننا : “نتحمل مسؤوليتنا فيما يجري، لأننا حرمنا الفلسطينيين من جدار يستندون إليه حين المواجهة، وعمق يلوذون به، ليضمدوا جراحهم، ويستردوا أنفاسهم”.
ليختم كتابه : “كلنا اليوم فلسطينيون. وينبغي أن نكونه غدا كذلك، بمعنى أن نتذكر اللحمة التي تجمعنا. والسدى الذي يشد اللحمة هو القضية الفلسطينية. نعيش لحظة مصيرية أمام تحد وجودي يحدق بالعالم العربي. فإما هبة، ولن تكون إلا بوحدة الصف، وإلا بقاء الوضع على ما كان، وهو سبيل الاندحار”.