في ليلة كروية لن تمحوها ذاكرة الأجيال، لم تكن صافرة الحكم في سانتياغو مجرد إعلان لنهاية مباراة، بل كانت لحظة الميلاد الرسمي لأسطورة جديدة تُروى على مائدة التاريخ المغربي. في قلب تشيلي، كتب “اشبال الأطلس” بأقدامهم فصلا لم يكتب من قبل في سجلات الكرة المغربية.
ياسر الزبيري، هداف البطولة، كان عريس الليلة بلا منازع بتسجيله الهدفين التاريخيين. افتتح الزبيري شريط الأهداف في الدقيقة 12 بضربة حرة مباشرة نفذت بدقة ، ثم عاد ليضاعف النتيجة في الدقيقة 29، مستثمرا تمريرة مميزة من المتألق عثمان معما.
هذا التتويج لم يأت وليد الصدفة ، بل بدأ من قلب “مجموعة الموت”التي ضمت اسبانيا والبرازيل و المكسيك بعد تجاوز تلك المجموعة النارية، كانت رحلتهم أشبه بالصعود الى قمة جبل ايفرست: تجاوز عقبة كوريا الجنوبية، ثم عبور مرير امام الولايات المتحدة، وإقصاء مدو للديوك الفرنسية في نصف النهائي. كل محطة كانت فصلا من رواية “لا شيء مستحيل” كتبها الجيل z الذي لا يعرف المستحيل.
توج الجهد الفردي لنجوم الفريق أيضا؛ فقد حاز عثمان معما بجدارة على جائزة أفضل لاعب في البطولة، فيما حصل ياسر الزبيري على المركز الثاني.
كما استحق الإشادة أيضا المدرب محمد وهبي الذي قاد هذه الكتيبة الى المجد، متجاوزا كل التشكيك والانتقادات التي سبقته قبل انطلاق البطولة،هاهو يخرج من سانتياغو بطلا قوميا.
بهذا الفوز الكبير، يسجل المغرب اسمه كأول منتخب عربي وثاني منتخب افريقي، بعد غانا 2009، يحقق هذا اللقب العالمي.
عندما أطلق الحكم صافرته النهائية، لم تكن تلك نهاية مباراة، بل كانت لحظة الختام الأسطوري لملحمة بدأت من مقاعد التكوين وانتهت على قمة العالم. ما فعله “اشبال الأطلس” في سماء تشيلي لم يكن مجرد فوز في كرة القدم؛
بل هو شهادة دامغة على سلامة الرهان على هذا الجيل من اللاعبين والكوادر الوطنية، ويؤكد أن المشروع الرياضي المغربي يمضي في الطريق الصحيح.















