أن تخسر بشرف خير من أن تفوز بغش وفساد، قاعدة صالحة للمدينة الفاضلة التي بناها الفيلسوف الملائكي الافلاطوني بطريقة ما، إلا أنها ليست صالحة في زمن التفكير الميكيافيلي، في زمن تطبيق القولة الفلسفية الخالدة في كل مجالات الحياة’ الغاية تبرر الوسيلة”.
إن وسائل الكاميرون في هذه البطولة مقززة جدا، وتجعلنا نكره لاعبا لطالما أحببناه إسمه صامويل إيتو، هناك من يبرر الفساد بطريقة ما، فيعتبر أن الفوز بالغش والتحايل دهاء، وأسلوب من اساليب اللعبة، ومن يريد الفوز في نهايتها، يجب ان يتقن جميع الاساليب، هذه الافكار طبعا هي الطاغية في جل المجالات، وهي من ولدت لنا مجتمعا مجرما وطاغيا يدعم الفساد والتفاهة في كل مكان
جزر القمر وبعيدا عن هذا الكلام الذي يحاول تحليل الوضع من الجانب الموجع للقصة، قدم لنا فصلا جميلا في الحكاية، عنوانه التحدي والصمود وتكتبك وتكنيك كرة القدم في أحلك الأزمات واشدها سوادا ، بقدرة قادر 12 إصابة في صفوف الفريق، والكاف يمنع الحارس الأساسي من المشاركة رغم تعافبه من الفايروس، والأدهى هو أن المنتخبات تصاب بالفايروس باستثناء منتخب الكاميرون.
أيها السادة والسيدات، لقد واجه منتخب جزر القمر في أولى مشاركاته القارية، منتخب البلد المنظم في الدور 16، من دون حارس، وبحارس يشغل في الاصل منصب وزير الدفاع في تشكيلة القمريين، وطرد قائدهم في الدقيقة السادسة، بعد ذلك، خنق المنتخب القمري نظيره الكاميروني، وانتهى الشوط الأول بفوز الكاميرون بهدف لو كان اي حارس غير اللاعب موجودا لما سجل، وفي الشوط الثاني، ازداد ضغط القمريين، وقدموا شوطا ٱخر للتاريخ، سجلوا هدفا، وانهوا المباراة بهدفين مقابل هدف عظيم.
تفاصيل هذه المباراة يجب أن تخلد في كتب أعظم ذاكرة في تاريخ كرة القدم، مثل هذه القصص لا تحدث كل يوم، وتفاصيلها لا تكتب في أي حكاية بهذه الطريقة، شكرا جزر القمر، أنتم المنتصرون في قارة لا زال الفساد ينخرها حد عمق الاعماق.