أثارت صورة أستاذة وهي بالكاد تقف بصعوبة فوق نافذة أحد الأقسام، وتحمل بيدها أدوات الطلاء جدلا كبيرا في صفوف الأساتذة.
وعلق الأستاذ عبد الوهاب السحيمي على الصورة بالقول: هل سبق وشاهدنا وزيرا يقوم بصباغة جدران الوزارة؟ أو قاضيا يقوم بطلاء جدران المحكمة؟ أو طبيبا يتكلف بصباغة المركز الصحي؟
كما استنكر مجموعة من الأساتذة أن تعرض الأستاذة صاحبة الصورة أو غيرها نفسها للخطر من أجل القيام بمهام لا تدخل ضمن نطاق الواجب.
من البديهي أن حسن استقبال التلاميذ خلال أول أيام السنة الدراسية أمر محمود، والابتسامة في وجههم وتيسير عودتهم لجو الدراسة والاجتهاد، كما أن جميع الأساتذة بدون استثناء يقومون بتسهيل استئناس التلاميذ بالعودة للفصول من خلال محطة التقويم التشخيصي.
لكن أن يقوم البعض بالمغالاة في بعض الأمور كالصباغة وإحضار “الميكي ماوس”، مع الحرص على وجود الكاميرات والتقاط الصور بأوضاع متنوعة واستغلال براءة التلاميذ فربما ذلك لغاية في نفس يعقوب.
والأكثر جدلا وإثارة أن يقوم موظف بإحدى الأكاديميات بالتوسط للأستاذة صاحبة الصورة من إجل الحصول على تشجيع من الوزير.
فهل يحتاج الوزير لحلقة وصل تتمثل في موظف مثير للجدل بإحدى الأكاديميات؟ وهل التشجيع والتنويه يكون مقابل الإبداع في التدريس أم الإبداع في الصباغة والطلاء؟
ومن جهة أخرى في حال تعرض أحد الأساتذة “الصباغين” للسقوط أو الأذى فهل تشمل قوانين حوادث الشغل مثل هذه الحالات ؟ وبعيدا عن هذا الجدل فالأكيد أن التلميذ سيتذكر طول حياته الأستاذ الذي أنقذه من الجهل وأنار عقله وأحسن توجيهه لمستقبل زاهر. وربما لن يتذكر الأستاذ الذي طلى الجدران