قال الدكتور أحمد الدرداري، رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات في تصريح لموقع ” لوبوكلاج ” حول التعيين الجديد في الخارجية الإسبانية ان
الأزمة السياسية الأخيرة مع ” المغرب اربكت حسابات الحكم في اسبانيا ، و يتبين أن الدولة الإسبانية ما تزال تعتمد على استغلال الشعوب والدول لتوفير المدخرات الاقتصادية و تحقيق الرفاه للمواطن الإسباني الذي ترسخت لديه أن التاريخ الاستعماري الاسباني مصدر للثراء و الرخاء ، إلا أنه مع فضيحة إبن بطوش و لكون المغرب منذ سنين و هو يراقب سلوكيات السلطات الإسبانية ، التي وضعت صهاريج سياسية لتربية الانفصال و استعماله كوسيلة لنخر اقتصاد المغرب و وحدته الترابية و محاربة حدوده بين الدول ، لكن ما حصل مع الفضيحة التي هزت أركان الفكر الحقوقي الدولي ، و أهانت المقاربات الأمنية التي تهتم بالتفاصيل الدقيقة خدمة للسلم والأمن الدوليين .
و مع تورط الحكومة الاسبانية في ملف تزوير وثائق دخول مرتزقة البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية باتفاق مع نظام العسكر الجزائري ، و احتجاج الشعب المغربي بكل مكوناته على ما قامت به السلطات الإسبانية ، لم تجد ( غير ) مراجعة الأوراق مع البلد الجار الجنوبي ، و إحداث تعديل حكومي تم إقالة سبعة وزراء في حكومة سانشيز و على رأسهم وزيرة الخارجية أرنشا غنتاليس لايا ، فهل هذه الخطوة هي تراجع خطوة للوراء ؟ أم أنها فقط تكتيك و دراما لإخفاء الفضيحة مع استمرار نفس الاستراتيجية الداعمة للإنفصال و المساس بالوحدة الترابية للمغرب ؟
من جهة ثانية أوضح الأستاذ الجامعي في مادة العلوم السياسية أن ” التعديل الحكومي الإسباني لا ينفع المغرب في شيئ و لذا من المنتظر تقديم الاعتذار رسميا للمملكة المغربية ، و تغيير مواقف إسبانيا تجاه قضيته الأولى ، وإعادة بناء علاقات قائمة على التزامات جديدة و جدية و متكافئة و خالية من أي لبس .
و عن التعيين الجديد قال المحلل السياسي المغربي أن ” وزير الخارجية الجديد خوسيه مانويل الباريس الذي يعرف المغرب جيدا و له تجربة مهمة في العمل الرسمي للدولة الإسبانية لكونه اشتغل سفيرا في فرنسا ، و شغل منصب الأمين العام للشؤون الدولية و الاتحاد الأوروبي ، مجموعة العشرين، الأمن العالمي ،
و هو من المنظرين لاستراتيجية حكومة سانشيز … و من المؤيدين العلاقات الإسبانية المغربية .
و عن الآفاق المستقبلية للعلاقات الثنائية بين الجارتين الغاضبتين أكد الدكتور الدرداري ” أن الأيام القادمة ستبين ما إذا كانت العلاقات الديبلوماسية الاسبانية ما تزال تؤكد على الاستمرار في اللعب على الصراع المغربي الجزائري لوضع العصى في عجلة المغرب ، أم أن الوعي الإسباني بمخاطر المجازفة حددته عوامل جديدة لا تقبل التراجع إلى عهد ما قبل الفضيحة أو تغيير الأدوار دون تغيير الموقف
إن الملف القادم و المفصلي هو ملف الأحلاف الدولية الجديدة و ذلك أن إسبانيا ستواجه خطر الإرهاب إذا ما استمرت في التعاون مع جبهة البوليساريو كمنظمة صنفت من طرف الولايات المتحدة في لائحة الجماعات الإرهابية حيث ثبت التعاون بين عناصرها و داعش و حزب الله و بعلم إسبانية و الجزائر …
فهل سينجح وزير الخارجية الجديد في نزع فتيل التوتر بين البلدين ومحاصرة الازمة أم أن المستقبل لا يزال محفوفا بالمخاطر وعدم الثقة وتهديد الاستقرار في غرب المتوسط ؟