اختارت الجمعية المغربية للعلوم السياسيةq عنوان” العلاقات المغربية الاسبانية ,هل من افق ” موضوعا للمائدة المستديرة التي نظمتها بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال وبتعاون مع مختبر القانون العام والعلوم السياسية، يوم 2 يونيو 2021.
أغنى أشغال هذه المائدة – التي حضرها وتابعها عدد كبير من الباحثين الأكاديمين والطلبة والمهتمين بالشأن السياسي – ثلة من الأساتذة الأجلاء ، من بينهم الدكتور احمد بوجداد وعبد الرحيم المنار السليمي وعبد الحميد بنخطاب ، وزكرياء ابو الذهب وعبد العزيز لعروسي واسماعيل قرطب .
وقد اعتبر المتدخلون ،أن تنظيم هذه المائدة المستديرة،يشكل وقفة تأمل ، في موضوع يهم جميع المغاربة ،بمن فيهم أساتذة القانون العام والعلوم السياسية ،لتحليل مصير العلاقات المغربية الاسبانية بكل رزانة وحكمة وبدون أي حساسية، للتطلع إلى علاقة مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار .
وتنوعت تدخلات الأساتذة لتحليل أسباب هذه الأزمة، واختلفت زوايا ومقاربات تحليلاتهم لتشمل حقولا متعددة، بين ما هو أمن دولي ونخبة سياسية قد تكون ثائرة و مترددة ، وكذا اللغة الدبلوماسية وجانب الاتفاقات الدولية ، ثم نظريات التأثير والقوة ووسادة المصالح وما تفرضه من حياد والصراع الهجين كنظرية يتم التسويق لها اليوم .
لكنها اتفقت على كون ما يجمع المغرب والجارة الاسبانية أكثر مما يفرقهما ،ففي ظل وجود تصدع في العلاقة قد يمتد تأثيره لسنوات، دار النقاش حول الآليات والكيفيات التي يمكن بواسطتها تدبير هذه الأزمة، في ظل الماضي المشترك والمصالح المشتركة ، وكذا إمكانية استثمار الميدان الخصب لتفعيل الاتفاقيات والبرتوكولات التي تربط المغرب واسبانيا وتحيينها ، خاصة وان اسباني والمغرب يمتلكان الذكاء والشجاعة لتجاوز هذه الأزمة .
وقد خلصت المائدة المستديرة لتوصيات قيمة من بينها :
– إحداث مركز متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية يمكن من أفضل للحياة السياسية الاسبانية بحكم الجوار ؛
– بناء علاقات تراعي التغيير الذي طرأ على البلدين فمغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم وكذلك الشأن بالنسبة لاسبانيا .
– الرهان على المجتمع المدني والأكاديمي لعكس الصورة الحقيقية للمغرب والمغاربة .
إن القيمة المضافة التي تشكلها مثل هذه الموائد المستديرة في إنعاش الحياة السياسية في المغرب ،تجعلنا نتساءل عن مدى انفتاح الإعلام العمومي عن مثل هذه الأنشطة ،طبعا لا يمكن إنكار الدور الذي تقوم به على مستوى تغطية الأحداث والانشطة، ولكن اليوم أصبحنا في حاجة لانفتاحه أكثر على المحتويات الأكاديمية ،حتى يتم استثمار ذلك الرصيد المعرفي من قبل الفاعلين السياسين في تدبير الأزمات .
*باحثة في سلك الدكتوراه – مختبر القانون العام والعلوم السياسية ،اكدال.