إنّ الحرب، كما قال الصحفي محمد أحدّاد، ليست نزهةً.
الصراع الجزائري-المغربي وصل إلى رأس الجمرة المُلتهبة. ولنكون موضوعيين، فالمغرب ما زال يتعامل مع الوضع بكثير من الرزانة والاتّزان والتّريّث والاحترام سواء في بلاغاته الرسميّة أو من خلال الإعلام.
لكن الجزائر منذ أسابيع وهي تؤجّجُ الوضع من خلال إعلامها الذي لم يتمسك حتّى بخيطٍ رقيق من المهنيّة فترى الشروق والنّهار وغيرها من القنوات والجرائد تسبّ وتقذفُ وتلعن وتُكثر من التهديد والوعيد.
المتابع للوضع سيتضح له أنّ النظام الجزائري يريد أنْ يجرّ المغرب لمواجهة عسكرية، لذلك فإنّه لا يكُفّ عن البحث عن كل الذّرائع ليقوم بذلك حتّى وإن اقتضى الأمر تحريف الوقائع وتلفيق التّهم.

علّمنا التاريخ أنّ الحرب ليست بضع رصاصات تطُلق هنا وهناك.
الناظر في تاريخ الحروب منذ الحرب العالمية الأولى سيعلمُ أنّه يتحتّم البحث عن كلّ السّبل التي ستُمكّنُ الطرف الذي يفكر بعقلانيّةٍ من تفادي الحرب عوض الانسياق وراء الاستفزازات. وعلّمنا التاريخ أيضا انّ الطاووس المزهو بريشه يجب عليه أنْ يفكر ويَحتكم إلى صوت العقل لانّه سيخرج من الحرب منتُوفاً. الحرب تدمير لما بُني بشقّ الأنفس ولعقودٍ من الزمن.
كيف يُعقل لدولةٍ نالت استقلالها سنة 1962 وما زالت تُعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية أنْ تدعوّ جهارا نهارا إلى الحرب. المغرب كذلك يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية كثيرة تحتاج حلولاً واقعيّة، لكنه واعٍ بذلك ولا يدعو إلى حدود اللحظة إلاّ إلى ضبط النفس قولاً وفعلاً.
النظام الجزائري عليه أنْ يستوعب جيدا مقولة ماركس في ” المانيفستو” أو البيان الشيوعي “” من لا يعرف تاريخه، سيُحتم عليه عيشه مرة اخرى””. النظام الجزائري عليه انْ يعلم أن قاموس الحرب مليءٌ بالفواجع والفظائع والنّدم. إذا كان السلم يُعينُكَ على بناء الحضارة وتقويم الاعوجاجات وتصحيح الانحرافات، فإنّ الحرب يدمر كلّ شيء وينقلكَ من حالة ” البحث عن المجد” إلى حالة ” البحث عن الطعام”. الحرب شرٌّ وهلاك. الحرب تدميرٌ للإنسان وتقويض للبُنيان