تكهنات و انتظارات كبيرة لتفاصيل التشكيلة الحكومية التي قد تعين عشية هذا اليوم. لا أحد يعرف الحقيقة و لا أحد يتوفر على المعلومة، رغم أن هناك قانون يتحدث عن حق المواطنات و المواطنين في الحصول على المعلومة.
الصحافيون أيضا و منهم مسؤولون عن أقسام الأخبار في مؤسسات إعلامية رسمية لا خبر و لا معلومة لديهم، فكيف للمواطن أو المواطنة أن يطلع على المعلومة الخاصة بأناس سيدبرون شأنهم العام.
الإعلامي المغربي عبد اللطيف لمبرع كتب تدوينة جميلة، هادفة و تبين بشكل واضح و مباشر غياب المعلومة في زمن الجيل الخامس من الأنترنيت.
التدوينة …
هذه حكاية من حدث تعيين حكومة اسردها لأول مرة على سبيل الاستئناس والمقارنة ( الممكنة) ، بعد أن مضى عليها ازيد ربع قرن :
أثناء تنصيب حكومة عبد اللطيف الفيلالي الثانية في اليوم الأخير من يناير 1995، اكتشف عدد من اعضائها الجدد اسماء القطاعات التي اسند اليهم الاشراف عليها خلال حفل التنصيب بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط ….
والغالب انهم اخبروا بقبول ملفاتهم وتعيينهم في منصب وزاري دون اية تفاصيل اخرى …ذلك ما تاكدت منه شخصيا عندما بادرني الراحل عبد العزيز المسيوي بالسؤال عن المنصب الذي آل اليه ضمن التشكيلة الحكومية ، ..
وقد كان المسيوي اخر من تقدم للسلام على جلالة الملك بعد أن عينه نائبا لكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفا بالعلاقات مع دول المغرب العربي..ولم يكن المسيوي الوحيد الذي بدا عليه الارتباك ، فقد اختلط الامر ايضا على كل من لامين بن عمر و نور الدين بنعمر ،وكان الأول عين وزيرا منتدبا مكلفا بالسكنى بينما الثاني عين وزيرا للبيئة.
ولم يدققا في منصبيهما بشكل واضح الا بعد نهاية المراسيم ، كما أن زملاءهم وقعوا في نفس الالتباس بسبب تشابه الاسماء وشح المعلومة، فصاروا يسالون بعضهم البعض بعد تبادل التهاني(انت أشنو عندك ؟ ) ، ومازاد الامر تشويقا وجود وزيرين آخرين يحملان نفس اللقب ، هما احمد العلمي وزير الصحة ، ومحمد العلمي وزير التجارة الخارجية …
آنذاك كان في الحكومات المتتالية رجل واحد لا يتغير منصبه بل لعله كان مصدرا رئيسيا لاقتراح اسماء العديد من الوزراء والعديد من الوجوه التي لازال بعضها يصول حتى الآن!!!
القاسم المشترك في كل عمليات تشكيل الحكومة في المغرب هو التكتم الشديد بخصوص الاسماء والهيكلة الحكومية..وباستتناء اسم رئيس الحكومة، فان التكهن بأية اسماء اخرى يظل مجرد تكهن و تخمين وتجميع لمعطيات ومؤشرات وإشارات، قد تكون وقد لاتكون … لكن المؤكد هو ما قد نطلع عليه قبل غروب شمس الخميس، وقبل افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية الجديدة …وما العشية لناظرها ببعيدة ..