استقبل المغاربة عموما و الأمازيغ المغاربة خصوصاً قرار الملك محمد السادس بإعلان رأس السنة الأمازيغية، الموافق ثلاثة عشر يناير من كل سنة، عيداً وطنيا و عطلة مؤدى عنها، بفرح و سرور، وقد جاء هذا القرار بعد سنوات طويلة من النضال و المطالبة برد الاعتبار الأمازيغية باعتبارها مكون أساسي للهوية المغربية.
وفي هذا الصدد قال الناشط الأمازيغي حميد أيت علي أو المعروف بأفرزيز “بعد طول انتظار، بالرغم من أنني كنت متيقن ومؤمن أنه سيأتي يوم تقر فيه المملكة المغربية بالسنة الأمازيغية، وكنت متيقن أن القرار سيكون ملكي كي لا يستغل من طرف جهات ومؤسسات وسياسيين، اليوم نعيش هذه اللحظة التاريخية والقرار الصائب والاعتراف النبيل بالسنة الأمازيغية من طرف ملكنا محمد السادس، صراحة صدمت بمجرد رؤيتي للخبر حيث كنا نقول كحركة امازيغية أن القرار سيتخذ يوما ما قبل أيام من الاحتفال أو ليلة الاحتفال، ولم نتوقع يوما أن يكون الاعتراف قبل شهور من الاحتفال”
و أضاف ” صدمتي بالرغم من أنها إيجابية لا تختلف عن الصدمة المؤلمة لكل المعارضين وكل من يحرم هويتنا وثقافتنا ولغتنا، الليلة ستكون لهم جحيم في مقابل ذلك ليلتنا هي سعادة وسرور”.
و أكد بأن “قرار الدولة كان صائبا حيث استجاب الملك لمطلب شرعي للحركة الأمازيغية منذ نشأتها في الثمانينيات من القرن الماضي…القرار تأخر من طبيعة الحال وسبقتنا الجزائر في الاعتراف بالرغم من أسبقية الدولة المغربية في الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية”.
و ختم بالقول بأن” حقا خطاب الحركة الأمازيغية خطاب تنويري حداثي تحتاج له الدولة في هذا الزمن والظرفية، ويوم تضع مملكتنا يدها في يدي مطالب الحركة الأمازيغية كالعلمانية واحترام المعتقدات والحقوق الفردية والعلاقات الرضائية والاعتراف بالهوية الأمازيغية قلبا وقالبا ومحاربة داء وإيديولوجية الاغتراب و احتضان الأصل والهوية الأصيلة للمملكة، عندها سنكون قوة في افريقيا”.
و بهذه المناسبة أيضا قال الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و أستاذ اللغة الأمازيغية عبد الله بوزنداك :”أتى الاعتراف برأس السنة الأمازيغية في إطار مسلسل إعادة الاعتبار للأمازيغية بالمغرب ابتداءً من تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتدريس اللغة الأمازيغية ببعض المدارس المغربية والاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية، ويستمر هذا المسلسل بالاعتراف برأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، ونتمنى أن يستمر هذا المسلسل بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمنظومة التربوية وقرارات جريئة أخرى من أجل أن تحظى الأمازيغية بالمكانة التي تستحقها”.
و اعتبر استاذ الفلسفة منير كوبي بأن هذا القرار “انصاف للهوية المغربية ورد اعتبار للغة والثقافة الأمازيغية التي تراكمت عدد من الإنجازات التي تدخل ضمن صناعة التاريخ، ومنها القرار الملكي بتخصيص مؤسسة تختص بهذا الشأن تقعيدا وتنظيرا وممارسة في إطار علاقة تفاعلية مع باقي مؤسسات الدولة، تمخض عنه تقعيد اللغة الأمازيغية، ثم دسترة الأمازيغية ومساواتها مع اللغة العربية، وأخيراً يأتي هذا القرار الملكي بترسيم رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية أسوة برأسي السنتين الهجرية والميلادية، وهذا قرار حكيم يصب في مجرى اعتراف بالهوية ككل مركب يغترف من تعدد مكونات المجتمع المغربي بمختلف تلويناته العرقية واللغوية والدينية والثقافية”.
هذا القرار تتويج لعمل المناضلين و المناضلات الذين لم يدخروا جهداً في الدفاع عن هويتهم الضاربة في عمق التاريخ.