لوبوكلاج: نزهة زهاني
شكل موضوع القناة الثقافية: “الوظائف والمضامين والتحديات في عالم متغير”، محور ندوة نظمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم السبت 10 يونيو الجاري بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المنعقد بالرباط في دورته ال28 ما بين 01 و 11 يونيو 2023
وقد شارك في هذه الندوة مدير القناة الثقافية عبدالصمد بنشريف، وعبد الوهاب الرامي أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والإتصال وروائي وشاعر، وعبد الحميد اجماهري إعلامي وكاتب وشاعر.
وأبرز السيد بنشريف في معرض تفاعله مع أسئلة الجمهور أهمية تسويق البرامج الثقافية في إطار التحولات الرقمية التي يعرفها العالم والمشهد الإعلامي على الخصوص من خلال إحداث منصات للتواصل الاجتماعي ولا سيما على “اليوتوب “والتي أصبحت تستهلك على نطاق واسع من طرف مختلف الفئات العمرية وبالتالي ضرورة التفكير في خلق استراتيجيات تتبناها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لتسويق المضامين وأن تدرج هذا البعد بالقناة الثقافية التي كانت تتطلب تكلفة عالية في إنتاجها للبرامج الخارجية التي لم يعد معمولا بها.
وأضاف مدير القناة الثقافية أن القناة تعرف خصاصا من حيث الموارد البشرية وأيضا في الإمكانيات اللوجستيكية ، مبرزا أن الثقافة تخلق اللحمة والتماسك وتحفظ الأمة من الشتات وترعى الهوية.
من جانبه، اعتبر السيد الرامي أن القناة الثقافية لن تحل مشاكل الثقافة في المغرب ، غير انه يمكنها المساهمة في الترويج الثقافي داخل البلد على الأقل بالنسبة للمهتمين بالشأن الثقافي.
ولكي يكون هناك تفاعل ، يضيف المتحدث ، يجب ان تكون هناك تنشئة ثقافية واجتماعية التي تنخرط فيها المدرسة والاسرة وكذلك السياسات الحكومية للنهوض بالمجال الثقافي، مذكرا بمبادرة وزير الشباب الأسبق محمد الكحص الذي أطلق برنامجين خاصين وهما القراءة للجميع والجامعات الشعبية .
بدوره أكد السيد اجماهري على عدم التركيز على الاشهار كمحفز للنهوض بالشأن الثقافي ، معتبرا ان السلطات الحكومية من واجبها ومهامها الأساسية الإنفاق لدعم الثقافة .
ودعا الى دعم التعدد في المجال الثقافي و ” تنشيط التضاد ” لكي لا يكون هناك تشابه في البرامج الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف الى الرتابة.
ووفقا لوثيقة تم توزيعها خلال هذا اللقاء ،يندرج تنظيم هذه الندوة التي أدارتها مونية المنصور صحافية بالقناة الثقافية في إطار مقاربة التحولات المتسارعة التي يشهدها الإعلام السمعي البصري والتطورات التي تفرضها الطفرة الرقمية الامر الذي يستوجب ضرورة إيجاد تلفزة ثقافية عمومية قوية ومواكبة لهذا التحول ومجسدة أيضا للتنوع والتعدد الثقافي.
وتميز برنامج الدورة ال 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بتنظيم محاضرات وندوات من طرف فعاليات ثقافية وإعلامية كما شهدت هذه التظاهرة تنظيما مميزا وإقبالا كبيرا من طرف الجمهور الذي حج بكثافة من مختلف الأعمار .
وشهدت الدورة مشاركة أزيد من 730 عارضا و 660 كاتب ومفكر وشاعر مغربي وأجنبي بالإضافة الى كيبيك ” كندا ” كضيف الشرف علاوة على مشاركة الشاعر النيجيري ” وول سوينكا ” الحائز على جائزة نوبل للآداب.