على ما يبدو أن شهر العسل إنتهى بين “عبد المجيد تبون” و “قيس سعيد” بعد الصفعة التي وجهها الأخير للأول، إثر الضغوط التي مارسها الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” على “قيس” لأجل تسليم المعارضة السياسية والحقوقية (الصحفية) “أميرة بوراوي” لفرنسا بدلا من بلدها الأصلي الجزائر، مع العلم أن(بوراوي) محكومة بالسجن من قبل القضاء الجزائري، إلا أن الرئيس التونسي “قيس سعيد” وجد نفسه خاضعا مطأطأ الرأس أمام تعليمات “ماكرون” والقاضية بإلحاق “بوراوي” بالسفارة الفرنسية، وهو ما تم حرفيا .
هذا، وقد طفحت أزمة العلاقات بين تونس والجزائر على السطح، أو ما يمكن وصفها ببداية التكشير عن الأنياب وتوجيه النظام الجزائري للنظام التونسي المشتت ضربات تحت الحزام، (من غير الإعلان عنها).
كيف ؟ .
بعد تدخل الرئيس التونسي “قيس سعيد” بشكل مباشر لأجل ترحيل “أميرة بوراوي” لفرنسا بدلا من بلدها الأصلي الجزائر بالرغم من تدخل “تبون” شخصيا…، بدأت الجزائر عرقلة عملية توريد شاحنات نقل قوارير الغاز التونسية، وكشف “مبروك الحامدي” مدير شركة بيع قوارير الغاز بالجملة في ولاية قصرين الحدودية لإذاعة “موزاييك” التونسية، أن الشاحنات المعنية بتوريد الغاز من الجزائر لم تزود منذ الخميس الفارط، معللة السلطات الجزائرية أنها تفتقد مادة لتصنيع القوارير، واعتبر ذات المتحدث أن هذا مخالف لشروط العقد من الجانب التونسي والقاضي بتغطية السوق التونسية بقوارير الغاز .
وفي سياق متصل، أفادت مصادر أخرى، أنه بحر الأسبوع الجاري، منعت الجمارك الجزائرية أزيد من 250 سيارة تونسية لنقل السلع والبضائع والمواد الغذائية من العودة إلى تونس إلا بعد إفراغ حمولتها، واعتبرت الأمر بمثابة تهريب للسلع، مع العلم أنه ترحيل “أميرة بوراوي” لفرنسا كان الدخول والخروج بمثل تلك السلع مباح، تقول المصادر (التجار التونسيين جردوا من مالهم وسلعتهم) .
ومن جهة أخرى، اعتبر البعض أن الجزائر ترد الصاع صاعين للرئيس التونسي “قيس سعيد” بعد عدم تعاونه معها، و(انصياعه) لأوامر “إيمانويل ماكرون”، حيث تمهد الجزائر تدريجيا لإقفال حدودها البرية في وجه التونسيين، خصوصا وأنها علمت أنها تنفق أموال الجزائريين في الريح ولاغاية ترجى من “قيس سعيد” رئيس حكومة التبن فوق الماء في سبيل خلق صراع مع بلد جار عمره أزيد من ألف سنة بإفريقيا (المغرب) .
ويشار، أن المعارضة السياسية والحقوقية.. “أميرة بوراوي”، وجهت اعتذارا للشعب التونسي بعد دخولها الأراضي التونسية بطريقة غير شرعية، وما تسبب له في أزمة غير مقصودة، وتأكد تضحياتها من أجل حقوق و تحرير شعب “القبائل” .