عندما حطت طائرة وزير الخارجية الإسرائيلي ( يائير لابيد) على ارضية مطار الرباط / سلا يوم الأربعاء 11 غشت 2021، رفقة الوفد المرافق له و المكون من وزير العمل والشؤون الإجتماعية ( مئير كوهن) و مدير عام الخارجية الإسرائيلية (ألون أوشبيز)، لم يجد في استقباله، كما جرت العادة الدبلوماسية ، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
و منذ ذلك اليوم، أثيرت استفهامات و نقاشات بروتوكولية على هامش الزيارة الإسرائيلية للمملكة المغربية التي اعتبرت زيارة ناجحة بكل المقاييس.
لكن يبدو ألا أحد اهتم بالموضوع بشكل علني و لا أحد أجاب بشكل دقيق عن هذا الغياب الذي يبدو أنه كان مدروسا و كان متفقا عليه لاعتبارات قد تكون سياسية.
موقع ” لوبوكلاج ” اهتم بالموضوع و طرح نفس الإستفهام : لماذا لم يستقبل ناصر بوريطة نظيره الإسرائيلي بالمطار؟
هناك من رأى أن مسألة الحضور أو عدم الحضور للمطار ليست ذات أهمية كبرى و لا تحتاج إلى كثير اهتمام و أن الأهم هو مخرجات الزيارة في حد ذاتها و كذا الإتفاقيات الموقعة بين مسؤولي خارجية البلدين الصديقين.
و لكن هناك من يرى أن عدم استقبال ممثل الدبلوماسية الإسرائيلية بالمطار له دوافع و حسابات خاصة .
نحن في موقع ” لوبوكلاج ” حمانا هذا السؤال لبعض خبراء تحليل المؤشرات السياسية و الإستراتيجية الدبلوماسية بين الدول من أجل استكشاف دوافع هذا الغياب عن الحضور للمطار من طرف ناصر بوريطة.
هناك من خبرائنا من أعتذر عن الإجابة وهناك من قال أن ليس له معطيات و إجابات جاهزة يقدمها و لكن هناك من قدم لموقعنا على الأقل بعض رؤوس أقلام قد تفيدنا في الإجابة عن هذا لا إشكال الذي سيظل مسجلا في سجلات الخارجية المغربية و في البروتوكولات الدبلوماسية التي تنهجها المملكة المغربية.
من بين الاحتمالات التي قدمت لنا أن الأمر قد يكون متفق عليه بين البلدين. و أن الأمر قد يكون له علاقة بعدم اكتمال الحضور الدبلوماسي في كلا البلدين، باعتبار أن المغرب وإسرائيل يكتفيان أحد الساعة يمكتب اتصال لا يرقى لمرتبة سفارة.
بل هناك احتمالات سياسية و علاقات دولية أخرى قد يكون لها تأثير على غياب بوريطة عن حضور المطار، كعدم وضوح السياسة الخارجية تجاه المغرب و التأخير في فتح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة المغربية .
احتمال آخر قد يكون الأقوى و له ارتباط بالعلاقات المغربية / الفلسطينية و أن المغرب أراد أن يترك رسالة خاصة للفلسطينيين الذين لازال بعضهم يشكك في مصير القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية للمملكة المغربية.
و لكن كيف ما كان الحال، فإن للمملكة المغربية سيادة كاملة على قراراتها واختياراتها السياسية و الإستراتيجية.