بخطى ثابتة، تسير متوجهة الى مكتب الشؤون الطلابية آملة أن تكون مستوفية لشروط ولوج الحي الجامعي كاملة، الى حين أن تنال مفتاح الغرفة المنشودة.
مريم فتاة في مقتبل العمر اختارت اكمال مسار دراستها بجامعة القاضي عياض بمراكش، من اجل تحقيق حلم المحاماة، مصيرها كمصائر الطلبة الذين ساقتهم الظروف الى الابتعاد عن الدفء العائلي واكتشاف مفاهيم الاستقلالية والاعتماد على الذات في ظل تجارب أكثرها صعبة الاندمال.
في السابق كانت مريم تكتري غرفة متهالكة، جدرانها مقشرة تظهر الشيخوخة على ملامحها.
رفقة طالبتين، من مناطق مغربية مختلفة، يتقاسمن نفس الآلام، غرفة ضيقة كانت لهم المأوى والمطبخ في الآن ذاته، كانت لهن أملا ولو خافتا في سبيل تحسين ظروفهن المعيشية ولو كان لزاما عليهن العيش وفق ظروف بُعد أصعب على نفسيتهن.
أحيانا كنا نبيت بلا طعام نظرا لقلة المصروف الذي وجب ادخاره من اجل الايجار، كنا نتقاسم البيت رفقة ـأصناف من بشر لا يخافون الله ولا يتدخلون في شؤونهم، مع ذلك كانت هذه المشاهد لا تضرنا بشيء، لكن في أحد الأيام السوداء كاد ان ينجح سكير في اختراق النافذة والدخول علينا لولا تدخل الجيران.. بحسب وصف مريم التي قالت لموقع ” لوبوكلاج ” ان الكراء لا يصلح لها كطالبة بتاتا.
مطالب في زمن كورنا: عودة الى الوراء:
سبق للاتحاد العام لطلبة المغرب ان طالب بالإسراع والتعجيل بفتح الأحياء الجامعية، مؤكدا تفاجئه بعد أول بلاغ صدر من جانب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والذي لم يتضمن أي معلومة مفادها أن هذه الأحياء ستفتح، خصوصا بعدما سمحت الدولة للإقامات الخاصة بالعمل دون أية شروط منذ السنوات الفارطة، وفي جانب آخر تجد أبواب الأحياء العمومية مؤصدة بحجة الاكتظاظ الذي قد ينشأ بسبب الكم الهائل للطلبة في ظل انتشار الوباء بالبلاد، اغفالا تاما لأحوال أولئك الطلبة.
كما تمت الإشارة لمسألة اعتماد الدراسة الحضورية دون أي سابق انذار، ليلة قبل موعد الدخول الجامعي الرسمي ولم تستحضر وضعية آلاف الطلبة الذي يحتاجون الى أيام قبلية من البحث عن شقق للكراء، زد على ذلك ان عددا من طلبة معاهد التعليم العالي التي تفتقر الى الداخليات السكنية والجامعات تتقاسم ذات المعاناة.
وقد نتج عن استمرار اغلاق الأحياء لجامعية لأشهر متتالية تنظيم احتجاجات وتنظيمات طلابية، جعلت من شباب المستقبل يبيتون ليلا امام عتبات الحي الجامعي بفاس، معتصمين من اجل إيجاد الجواب هل سيفتح الحي ام لا؟ خصوصا مع اقتراب اجتياز الاختبارات المصيرية وقتها.
” تماشيا مع الحالة الوبائية في البلاد “: الرجوع الى الواقع:
بعد أكثر من سنة ونصف على اغلاقها، تقرر فتح الأحياء الجامعية ابتداء من الاثنين 11 أكتوبر، بصفة تدريجية، مستقبلة الطلبة القاطنين القدامى كمرحلة أولى اما المرحلة الثانية فستهم الطلبة الجدد.
وقد قال سعيد امزازي وزير التربية الوطنية و الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق، ان تخفيف الإجراءات الاحترازية في علاقتها بالمنظومة التربوية ينتظر 48 ساعة من الزمن للحسم في مختلف تفاصيل استئناف الموسم الدراسي الذي يهم كذلك مسألة الانطلاقة الفعلية للأحياء الجامعية ، خصوصا ان الوزارة أعطيت انطلاقة التسجيل الالكتروني القبلي الذي تقيد بموجبه فعلا عدد من الطلبة القدامى و الجدد كذلك ، و هكذا تم الحسم في مسألة فتح المساكن الجامعية في هذه السنة التي تشهد معطيات إيجابية بارتفاع اعداد الملقحين و تحسن الوضعية الوبائية على عكس ما مضى.
شروط الاستفادة من السكن الجامعي:
بعد زمن من استغلاق باب الحي الجامعي، حل يوم انطلاقة فتح هذا الباب موازاة مع الدخول الجامعي الجديد، بعدما أقر المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية جملة من التحضيرات والإجراءات للاستفادة من السكن في ظل احترام التدابير الاحترازية كمعطى أول من خلال جلب شهادة طبية تثبت سلامة الطالب من الامراض المعدية ، و من الجذير بالذكر ان معطى جواز التلقيح غير الزامي للاستفادة من الحي وفق البروتوكول الصحي ، أما على مستوى الوثائق فلا تغيير بالنسبة للقدامى و الجدد و الأساسي هو التوفر على وثيقة متابعة الدراسة في احدى المؤسسات التعليم العالي .. حسب ما جاء على لسان مدير المكتب المسؤول عن تدبير الأحياء الجامعية بالمغرب السيد التهامي.