عاد عيد الأضحى من جديد ليرخي بظلاله على مغاربة أنهكت جيوبهم من جراء ارتفاع الأسعار خلال السنوات الأخيرة في عدد من المجالات ويفتح المجال للنقاش والجدل حول لهيب أسعار الأضاحي وارتفاع أصوات تنادي بإلغاء الإحتفال به.
بسبب تدهور القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة لا سيما محدودي الدخل والطبقة المتوسطة وارتفاع أسعار الاضاحي علاوة على تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة الذي طال أمده ، يبدو أن العديد من المغاربة الذين تجاوزت نسبتهم 48 في المئة حسب استطلاع رأي حديث أصدره المركز المغربي للمواطنة يفضلون عدم الإحتفال بهذه الشعيرة الدينية هذه السنة.
من جهة ثانية، ارتأى آخرون ضرورة الاحتفال بهذا الطقس الديني بالرغم من هشاشة الوضع لأن ذبح الأضاحي خلال العيد “الكبير” والعادات المرتبطة به تتجذر في منظومة الثقافة الشعبية المغربية كما تجسد قيم الإلتحام والتواصل والتراحم بين العائلات داخل ارض الوطن أو ببلاد المهجر بالنسبة لمغاربة العالم.
ولطمأنة المغاربة بسبب ما يروج في مواقع التواصل الإجتماعي من أخبار عن التهاب أسعار الأضاحي، أفاد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد الصديقي بأن توقعات العرض من الأضاحي تصل إلى 7.8 مليون رأس، منها 6.8 رأس من الأغنام ومليون رأس من الماعز حسب “تقييم دقيق” قامت به الوزارة بتنسيق مع المهنيين.
وأضاف الصديقي، أن الطلب على الأضاحي يقدر بحوالي 6 ملايين رأس، منها 5.4 مليون رأس من الأغنام (81 في المائة من الخرفان و 19 في المائة خروفات) و 600 آلاف ماعز.
في ما يتعلق بالأغنام المستوردة الموجهة للأضاحي، أبرزت الوزارة الوصية على القطاع أنها بلغت لحدود منتصف شهر ماي الماضي 220 ألف رأس في أفق أن تصل إلى 600 ألف رأس.
ووصفت الوزارة عملية دعم استيراد الأغنام الموجهة للأضاحي بقيمة 500 درهم للرأس ب” إجراء استثنائي ومؤقت يروم المحافظة على القطيع الوطني واستقرار الأثمان”. معتبرة أن قطاع تربية الماشية عرف تأثرا كبيرا بسبب الجفاف الذي أدى إلى تراجع الغطاء النباتي وانخفاض الزراعات وغلاء الأعلاف.
نظرا لهذه الظروف المناخية الصعبة وقلة التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الاخيرة وعبر برنامج دعم مربي الماشية واصلت الحكومة دعمها للأعلاف واستيراد الماشية.
تجدر الإشارة إلى أن ارتباط المغاربة بعيد الاضحى يظل راسخا عبر الأجيال ومع مرور السنين لانه يجسد ذاكرة تختزل أفراحا ولقاءات بين الاحباب تمتزج بلهفة قلوب الأطفال لقدوم العيد، ويتجلى ذلك من خلال تأكيد 60 بالمائة من مجموع المشاركين في استطلاع رأي المركز المغربي للمواطنة أن الأسر المغربية لا تستطيع التخلي عن اقتناء الأضحية حتى لا تحرم أطفالها من العيد.
لكن التاريخ الحديث بالمغرب سجل في سنوات 1963 و1981 و 1996 إلغاء الإحتفال بعيد الأضحى لأسباب اقتصادية واجتماعية وأخرى لها ارتباط بتداعيات مشكل الجفاف وقلة الامطار.
ولعل العيد القادم يعود بالفرج لنحسن صنع الفرح وحياكة أثواب العيد وتلملم الجراح وتنفرج أسارير السماء لتعود أمطار الخير ونكون فعلا بكل خير.