تجاوزت حصيلة القتلى جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الحدود التركية السورية الـ20 ألفا، اليوم الخميس، فيما يكاد يتلاشى الأمل في العثور على ناجين تحت ركام آلاف المباني المنهارة.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث التركية أنه تم انتشال 17 ألفا و134 جثة من تحت الأنقاض إلى الآن، فيما تم إحصاء 3162 جثة في سوريا، ما يرفع عدد القتلى إلى 20 ألفا و296.
والخميس، توسعت وتكثفت عمليات البحث والإنقاذ في المحافظات التركية المنكوبة في محاولة للوصول إلى أحياء محتملين تحت الأنقاض وذلك مع تجنيد مزيد من قوات الجيش التركي وفرق الاحتياط المدربة على عمليات الإنقاذ، بالإضافة إلى وصول أعداد كبيرة من فرق الإنقاذ الأجنبية من مختلف أنحاء العالم.
وعقب مرور قرابة 90 ساعة على وقوع الزلزال الأول الأكبر، يتواصل العثور على أحياء تحت الأنقاض حيث جرى انتشال عشرات الأطفال والرجال والنساء في مناطق مختلفة إلا أن نسبتهم مقارنة بعدد الجثامين التي يجري انتشالها يوميا لا تتجاوز الواحد بالمئة، وهو ما يعطي صورة سوداوية عن الحصيلة النهائية المتوقعة للزلزال، الذي يصعب حتى الآن التكهن بنتائجه الحقيقية.
وعلى الرغم من مرور 4 أيام على وقوع الزلزال، لا تزال عمليات البحث والتنقيب ورفع الركام في مراحلها الأولى، ولم تبدأ بعد عمليات التنقيب في كثير من الأحياء والمنازل المنكوبة والمدمرة بالكامل.
والخميس، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولته الميدانية في المحافظات المنكوبة حيث اعلن حصيلة الضحايا المحدثة، ووعد المواطنين بمساعدات مالية فورية عاجلة إلى جانب تجديد التعهد بإعادة بناء كافة المنازل المهدمة وتسليمها إلى أصحابها خلال عام واحد فقط. في حين وافق البرلمان التركي على القرار الرئاسي باعتبار 10 محافظات تركية مناطق منكوبة وإعلان حالة الطوارئ فيها.
ومع استمرار الشلل والصدمة في كافة مناحي الحياة بالبلاد، أعلنت وزارة التربية والتعليم وهيئة التعليم العالمي تمديد تعطيل الجامعات والمدارس في عموم البلاد حتى 20 من الشهر الجاري وسط استمرار الحملات الشعبية الواسعة لجمع التبرعات وإرسال المعدات والمستزمات الإنسانية والطبية والغذائية وغيرها إلى المناطق المنكوبة، كما يتواصل تدفق المتطوعين الذين يجري نقلهم بالتنسيق مع هيئة الإغاثة.
ومع وصول أعداد الجرحى إلى 66 ألفاً، تتزايد الخشية من انهيار القطاع الطبي، إلا أن وزارة الصحة تؤكد أنها لا تزال قادرة على التعامل مع أعداد المصابين في حين جرى إنشاء عشرات المشافي الميدانية، كما أقيم مستشفى كبير على متن إحدى السفن الحربية التابعة لوزارة الدفاع التركية، ونقلت عدد من الدول مستشفيات ميدانية لتركيا، ويتوقع وصول المزيد منها خلال الأيام المقبلة.
وفي حين نقل اللاجئون السوريون في تركيا جثامين المئات من أقاربهم من ضحايا الزلزال إلى مناطقهم في سوريا من أجل دفنها هناك، يواصل الأتراك دفن الجثامين التي يجري انتشالها تباعاً في مقابر يجري العمل على توسيعها على مدار الساعة لاستعاب الأعداد الهائلة من الضحايا، وفي ظل عدم وجود إمكانية لترك الجثث في ثلاجات الموتى في المستشفيات، التي تستقبل جثامين جديدة على مدار الساعة في مشهد مأساوى غير مسبوق تشهده البلاد.