اعتبر محمد بنيعقوب، مدير الفنون بوزارة الثقافة، أن 14 ماي يوم استثنائي يحتفل فيه أهل المسرح المغربي بيومهم الوطني باعتبار فن المسرح “أرقى أساليب التعبير التي ابتدعها الإنسان منذ القدم”، مضيفا في كلمته باسم الوزارة خلال الحفل الرسمي المقام بمسرح أيت أورير السبت 13 ماي الجاري، أن المسرح “أصبح اليوم أحد الرهانات الأساسية للرقي بالمجتمعات ومواجهة التحديات التي يعيشها الفرد كما الجماعات”.
وأقر المتحدث بأن المنجز المسرحي المغربي حقق نتائج كان لها الصدى الطيب في المحيط الإقليمي والدولي، معتبرا أن هذا الاحتفال، “بالقدر الذي نستحضر فيه المكتسبات الهامة التي راكمتها الوزارة، سواء على مستوى الدعم الموجه للمسرح أو على مستوى تعزيز ترسانة المركبات الثقافية،
باعتبارها فضاءات للاستقبال وترويج المنتوج المسرحي وتقريب الثقافة من المواطن بمختلف مناطق جهات المملكة؛ فإنه أيضا يعد استكمالا لورش تنزيل النصوص التطبيقية الخاصة بقانون الفنان”. وذكر المتحدث باليوم الدراسي الذي نظمته الوزارة بتاريخ 13 مارس 2023 والذي خصص لمناقشة الدعم المسرحي والمهرجانات المسرحية كخطوة “نعتبرها أساسية لاستكمال أوراش الإصلاح التي يعرفها هذا المجال في أفق تعزيز حضور قوي لصناعة مسرحية منسجمة مع الاستراتيجيات الكبرى للوزارة وأيضا مساهمة في تقوية الممارسة المسرحية هيكليا وإبداعيا،
دون أن ننسى العنصر الأساس في هذه المعادلة وهو المواطن المغربي، المتلقي المستهدف من عمليتي الإنتاج والترويج المسرحيين”.
واستحضر مدير الفنون بوزارة الثقافة ما قدمه فنانو المسرح المغربي “من تضحيات جسام، نساء ورجالا، حيث كان لهم الفضل في تأسيس صرح ممارسة مسرحية شكلت العمود الفقري لما باتت عليه الدراما المغربية بمختلف مشاربها وتشعباتها، والتطور الملحوظ الذي باتت تعرفه هذه المجالات.
وبما أن المناسبة شرط في هذه اللحظة، فهي أيضا لحظة تكريم ووقفة اعتراف لنخبة من الفنانات والفنانين وهو التقليد الذي دأبت عليه الوزارة في كل مناسبة بغية تكريس ثقافة الاحتفاء والاعتراف”.
وبالفعل كانت المناسبة فرصة لتكريم نخبة من نساء ورجال المسرح المغربي من طرف وزارة الثقافة، وذلك جريا على عادتها في كل مناسبة، حيث دأبت على تكريم مبدعي الخشبة في اليوم العالمي للمسرح (27 مارس)، واليوم الوطني للمسرح (14 ماي)،
والمهرجان الوطني للمسرح (نوفمبر – دجنبر).. وفي أيت أورير، وعلى خشبة مسرح جديد وجميل، وبتنشيط سلس كله أريحية وكرم، من قبل الممثل والمخرج سعيد عامل، تم تكريم مجموعة من الوجوه والأسماء التي أسدت خدمات جليلة للمسرح المغربي، إبداعا وتنظيما،
ومشهود لها بالعطاء والحضور والتميز، ومنهم: الممثلة فضيلة بنموسى، والممثلة صفية الزياني (التي تعدر عليها الحضور لظروف صحية قاهرة)، والممثل مصطفى تاهتاه، والكاتب والناقد المسرحي الحسين الشعبي، والممثل عبد الرحيم منياري، والمخرج المسرحي مولاي حسن علوي مراني، والمؤلف والمخرج المسرحي المختار الملالي، والممثل محمد الخلفي (الذي تعدر عليه الحضور بدوره لظروفه الصحية الصعبة).
وشهد مسرح أيت أورير بالمناسبة، في ذات المساء، تقديم عرض مسرحي بعنوان “بورتري” لفرقة مسرح غرناطة من الدار البيضاء، تأليف وإخراج عمر الجدلي، تشخيص كل من منية لمكيمل، الزاهية الزاهيري، عبد الرحيم منياري ومحمد الأثير. وعرف العرض تجاوبا كبيرا من لدن الجمهور الذي غصت به القاعة.. وكانت مناسبة أيضا تميزت بتقديم عدد من العروض المسرحية بعدد من مسارح المغرب.
يشار إلى أن هذا الحفل حضره مدير الفنون بوزارة الثقافة محمد بنيعقوب، ورئيسة قسم المسرح أسماء لقماني، ورئيس مصلحة التظاهرات المسرحية رضوان الشرقاوي، والمدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة مراكش أسفي محمد هرنان، وباشا المدينة ورئيس مجلسها البلدي وعدد من الشخصيات والفنانين والمثقفين من أيت أورير ومراكش والنواحي…