تحتفي منظمة الأمم المتحدة اليوم الجمعة باليوم العالمي للغة الاسبانية. في هذا الحوار، يجيب مدير المعهد الثقافي “ثيربانتيس” بالرباط، خوسي ماريا مارتينيز، على خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول واقع انتشار اللغة الإسبانية عبر العالم، ومدى إقبال المغاربة على تعلمها، وكذا أوجه التقارب بين الثقافتين المغربية والإسبانية.
1– يحتفل العالم يوم 23 أبريل الجاري باليوم العالمي للغة الاسبانية، ما تقييمكم لواقع هذه اللغة عبر العالم من حيث الانتشار؟
في الوقت الحالي، هناك 590 مليون شخص في أكثر من 20 دولة حول العالم يتحدثون اللغة الاسبانية، مما يجعلها ثاني لغة تواصل على الصعيد الدولي، وراء اللغة الإنجليزية، كما أنها ثاني أكثر اللغات الأم انتشارا في العالم بعد الصينية (أكثر من 450 مليون متحدث أصلي). ولا تتوقف الأرقام المتعلقة بهذه اللغة عند هذا الحد، حيث إن التوقعات تشير إلى أنه في عام 2060، ستصبح الولايات المتحدة الأمريكية ثاني دولة ناطقة بالإسبانية بعد المكسيك من حيث الكم بما يفوق 50 مليون متحدث. هذه ليست سوى بعض الأرقام القليلة من عديد الإحصاءات التي نتوفر عليها بهذا الخصوص، بالتالي فواقع هذه اللغة عبر العالم من حيث الانتشار لا يمكن وصفه سوى بأنه رائع.
2– ما مدى إقبال المغاربة على تعلم هذه اللغة في معاهد “ثيربانتيس” عبر المملكة؟ هل هناك إحصائيات بهذا الخصوص؟
يتوفر المغاربة على ميزة تميزهم عن غيرهم، عندما يتعلق الأمر بتعلم اللغة الإسبانية أو أي لغة أجنبية أخرى، وهي أنهم متعددو اللغات، حيث يتم تلقينهم عدة لغات أجنبية منذ صغرهم، وهو الأمر الذي يمنحهم امتيازا في تعلم اللغات الأجنبية بشكل أسهل. وبالعودة إلى مسألة إقبال المغاربة على تعلم اللغة الإسبانية، وجبت الإشارة إلى أنه في العقود الأخيرة، فقدت اللغة الإسبانية نسبة مهمة من التلاميذ والطلبة في المدارس والإعداديات العمومية (حوالي ناقص 45 ألف متعلم ومتعلمة) لكنها في المقابل عوضت هذا النقص على مستوى التعليم الخصوصي، وهو أمر يثير الاستغراب. على مستوى المراكز الثقافية الستة التابعة لمعهد ثربانتيس في المغرب، كان هناك 20 ألف طلب تسجيل لتعلم اللغة الإسبانية، قبيل انتشار جائحة كوفيد-19.
3– ما هي، في نظركم، أبرز أوجه التقارب بين الثقافتين المغربية والإسبانية؟
واحد من أوجه التقارب البارزة بين الثقافتين المغربية والاسبانية، يتجلى في التاريخ المشترك، الذي يجب أن نفتخر به كشعبين. لكن هناك العديد من أوجه الالتقاء الأخرى، مثل الفضول وحب الاستطلاع والانفتاح الدائم على ما يحدث في العالم، وكذلك أوجه التشابه في الرؤى التي يجدها المتحاورون فيما بينهم بسرعة في القضايا الأكثر تنوعا واختلافا. كما أننا نتشاطر سويا فكرة واضحة بأن مستقبلنا سيكون مشتركا.
4 – شهدت العلاقات المغربية الإسبانية مؤخرا تطورا إيجابيا قويا، عكسه استقبال رئيس الحكومة الإسباني، السيد بيدرو سانشيز، بالرباط. كيف يمكن أن ينعكس ذلك على العلاقات بين البلدين في المجال الثقافي؟
العلاقات بين المغرب وإسبانيا في المجال الثقافي هي قائمة بشكل دائم، وتعود لزمن بعيد. الآن، أظن أننا ملزمون جميعا بمواصلة تعميقها وتعزيزها. وسيكون المعهد الثقافي “ثيربانتس” في الطليعة للمضي قدما في هذا المشوار.
5– ما هي أبرز الأنشطة الثقافية التي تعتزمون تنظيمها برسم السنة الجارية؟
في شهر ماي المقبل، سيسدل الستار على فعاليات المؤتمر العالمي للفلامنكو، والذي سيجوب جميع أنحاء العالم. وقد ارتأينا أن يشهد انطلاقته في المغرب، لأننا ندرك الاهتمام والإلمام الكبيرين للجمهور المغربي بهذا اللون الفني. وسيشهد الاختتام حفلا كبيرا بمشاركة كارمن ليناريس وعرضها الكبير “Templo de Luz” (هيكل النور)، الذي سيتم تقديمه في الرباط يوم 17 ماي، وفي طنجة يوم 18 من الشهر نفسه.
وبعد أيام قليلة من ذلك، سيبدأ مهرجان الفيلم الإسباني، حيث يمكن مشاهدة أفلام من 14 دولة. وفور انتهائه، سينطلق المعرض الدولي للنشر والكتاب، والذي سيعقد هذا العام في العاصمة الرباط، والذي سيعرف حضورا قويا. أتحدث هنا فقط عن الأنشطة الوشيكة التي ستحتضنها الرباط. واسمحوا لي بعدم الإعلان عن الأنشطة المخططة لها في الربع الأخير من العام، والتي ستتخللها العديد من المفاجآت.