· نور الدين مفتاح
“ مع الاحتفاء في 3 ماي المقبل باليوم العالمي لحرية الصحافة …نعتبر أن شبه الانهيار الذي تعيشه الصحافة المغربية لا يرتبط بظروف موضوعية متعلقة بالسوق وتحوّل عادات القراءة والجوانب الاقتصادية الصعبة فقط،
بل إنه مرت بإرادات داخل جسمنا نفسه تحاول أن تحول قطاع الصحافة بمفهومها المهني والحقوقي إلى قطاع للعلاقات العامة والتواصل، وتريد أن تستبدل السوق الطبيعي لأي صحافة مستقلة، وهو قراؤها ومعلنوها، بارتهان كامل لدعم عمومي سيصبح إذا استمر المخطط كما هو مرسوم، تمويلا عموميا للصحافة الخاصة بالمغرب.
بل إن هذا المخطط يرمي إلى ضخ الملايير في مجموعات صحافية محسوبة على رؤوس الأصابع دون اعتبار لتأثيرها، وقتل ثلثي مكونات المشهد الإعلامي الحالي بما فيها المقاولات المتوسطة والصغيرة والجهوية، الورقية والإلكترونية، وهذا موجود في مشروع معايير دعم عمومي سينتقل من 5 ملايير، إلى 20 مليار سنتيم وسيقصي عشرات المئات من الصحف ذات التأثير الوطني والجهوي وسيضرب التعددية في مقتل.
إن هذا المخطط الذي سيكون المتضرر الأول منه هو المجتمع وصورة المملكة، يتم التسويق له بالكثير من المكر والخديعة وكأنه عهد جديد سيخلف عهدا قديما كان يتسم بالتسيب والريع، وتتم فبركة اتهامات ومتابعات لا توجد إلا في الخيال. والواقع أن وراء هذه الجلبة التي تتخذ الموارد البشرية في المقاولات الصحافية بدورها كذريعة،
هناك مصيدة لجر اهتمام الرأي العام المهني إلى الهامش، فيما عملية الاستحواذ على المجال جارية بملاييرها، والتحكم في مؤسسات تنظيمها الذاتي، وبتزكية من جهاز تنفيذي يعتبر اليوم رهينة المغالطات والمخططات المحبوكة، والخاسر هو البلاد.”
من افتتاحية العدد الجديد ل”الأيام” الورقية.