يصادف اليوم الأربعاء ذكرى اليوم العالمي للمدرس الَّذِي يتم تخليده اليوم الخامس من شهر أكتوبر من كل سنة، وَهِيَ مناسبة للوقوف عند دور المدرس وأهميته فِي بناء الفرد، وَكَذَا مِنْ أَجْلِ الوقوف عَلَى وضعيته دَاخِل المجتمع.
يوم المدرس العالمي ،مناسبة أممية تضع واقع المدرسين والمدرسات فِي تناقض مَعَ المهام الجسيمة والاستراتيجة الملقاة عَلَى هيئة التربية، فالمدرسون هم أدوات التوريث القيمي ومفاتيح الادماج المجتمعي للناشئة، وهم ضمانة استمرار أداء منظومة التربية والتَّكْوين فِي إعداد جيل الغذ ومواطن الغذ وكفاءات المستقبل.
مهنة الأستاذ او المدرس تعد من أشرف المهن وانبلها بل وأهمها، فالمدرس يتولى مسؤولية عظيمة ، تتمثل في تغذية العقل بالعلم والمعرفة ، وتنشئة الاجيال .
ولقد حظي المعلم بمكانة مرموقة ، وهيبة تقشعر لها ابدان الكبار قبل الصغار ، كيف لا وهو الذي يعد أبناء الأمة ليعملوا على رقيها وازدهارها ، وتتوالى الاجيال ويظل المعلم هو الرائد ، فهو أستاذ من أصبح زعيما او قائدا أو مخترعا عظيما لكن – للأسف الشديد – في هذ الزمن ديست كرامة المعلم وأصبح ذليلا مهانا من طرف مجتمعه ، فاقدا لقيمته بين طلابه لدرجة حد الاعتداء عليه ماديا ولفظيا ، وماتنقله وسائل الاعلام ماهو إلا نذر يسير من ذلك وما خفي اعظم.
وتعود أسباب تراجع مكانة المدرس إلى أسباب عدة منها ماهو موضوعي وخصوصا مايتعلق منها بالعالم البدوي والظروف شبه الكارثية التي يعيش فيها المدرس بالاظافة الى التطور الاعلامي والذي قلّص دور المدرس بعدما كان المرجع الأساس لكل المعلومات المعرفية .ناهيك عن اكتظاظ البرنامج التعليمي والذي جعل من مسالة التحصيل صعبة خصوصا بالعالم القروي.
بالاظافة إلى هذه الاسباب هناك اسباب ذاتية كالمستوى المعرفي المتدني لدى بعض المدرسين في القطاعين العام والخاص،وكثرة الفضائح التي سلط عليها الضوء الأعلام حتى اصبح الأستاذ قرينا للمجرمين ، بل اصبحت قضايا من قبيل التحرش الجنسي والاغتصاب مطية لتصفية الحسابات بين بعض أولياء الأمور وبعض المدرسين ، دون نسيان الحالة المأساوية التي اصبح يعيش فيها تلاميذ المغرب ” غير النافع“.
فاليوم العالمي للمدرس هُوَ دعوة لتغيير مقاربة المورد البشري وَإِعَادَةِ الاعتبار إِلَيْهِ مِنْ خِلَالِ إنصافه وتسوية حقوقه ورفع معاناته وتقوية تكوينه وتحيين كفاياته والنهوض باوضاعه المادية وَإِعَادَةِ رمزيته المهدورة دَاخِل المجتمع المغربي.
فألى متى سيظل الاحتفال في ظل الحرمان ؟ وأية آفاق ستفتح أمام المعلم؟ وأية مراجعة ستحول قناعاته وتصوراته وأهدافه الى واقع جميل ؟