- وقع كل من المعهد العالي للإعلام والاتصال و المجلس الوطني للصحافة اتفاقية شراكة لتطوير برامج التكوين التأهيلي في مجالات الإعلام و كذا إحداث شهادات خاصة في مجال التكوين المستمر لفائدة العاملين بقطاع الصحافة، ما رأيك كرئيس للمنتدى المغربي للصحافيين الشباب في هذه الشراكة ؟
أعتقد ان هذه الشراكة مهمة جدا، فمحور تكوين الصحافيين يجب أن يحظى باهتمام كبير جدا من طرف المؤسسات العمومية ذات الصلة، لاعتبارين، الأول يتجلى في ضمان معلومة مفيدة وذات جودة للمواطن، والثاني يخص تطوير قدرات الصحافيين حتى تساير تطورات سوق الشغل على المستوى الوطني والدولي.
لهذا، فهذه المبادرة لا يمكن إلا ان نثمنها، اما عن مستويات تفعيلها، فأعتقد أنه في هذا الإطار، ستكون خاضعة في المستقبل انطلاقا من مؤشرات قياس الأهداف المرسومة من البداية والتي نعتقد أن المجلس الوطني للصحافة والمعهد العالي للإعلام والاتصال قد وضعا لها تصورا قبل توقيع الاتفاقية فيما بينهما.
- ما رأيك في هذه الشهادات الخاصة بالتكوين التي تنص عليها مدونة الصحافة والنشر؟
بخصوص ما أسميته بشهادات التكوين، أعتقد أنه وجب وضع ما تفضلتم به. نذكر في هذا الإطار، أن ما تحدثم عليه، قد تمت الاشارة إليه في الباب الأول من القانون رقم 89.13 الخاص بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين، وبالضبط الفقرة الخاصة بتعريف الصحافي المتدرب، والتي جاء فيها أن هذا الأخير هو كل صحافي لا يتوفر على أكثر من سنتين في مزاولة مهنة الصحافة مع قضاء برنامج معتمد للتكوين المستمر، او سنة من مزاولة المهنة للحاصلين على شهادة من مستوى الإجازة على الأقل أو شهادة متخصصة في مجال الصحافة مسلمة من طرف مؤسسات التعليم العالي العام او الخاص أو دبلوم معترف بمعادلته.
وبالتالي، اذا كنا سوف نعلق على شهادات التكوين المتعمدة فإننا سوف نعلق على هذه الفقرة من القانون الذي أشرنا إليه، وفي الواقع فأنا أعتقد ان الفقرة المشار تحتاج إلى تدقيق ويجب ان تجيب على أسئلة محددة، هل نريد الولوج الى مهنة الصحافة بدرجة الإجازة مثل باقي المهن أو أقل من ذلك ؟ وهل سنسمح بأن تحل شهادات التكوين المستمر محل شهادات الإجازة والماستر؟ انا لا أرى مانعا في منح شهادات معتمدة للتكوين المستمر شريطة أن تكون تحت إشراف مؤسسة وحيدة وهي المعهد العالي للإعلام والاتصال باعتباره المؤسسة التي تتوفر على شرعية تقييم المستوى العلمي والأكاديمي لكل تكوين مستمر، ومن هنا تأتي اهمية شراكتها مع المجلس الوطني للصحافة وألا تتحول هذه “الآلية” إلى عملية جديدة لإغراق المهنة بالمتطفلين بعدما ساهم إحداث المجلس الوطني للصحافة في تنظيم الولوج إلى المهنة
- في نظرك لماذا لا يتم إشراك المنظمات و الهيئات المدنية العاملة في مجال الإعلام و الاتصال؟
– شخصيا أطرح السؤال نفسه. إذا كان تقييمنا إيجابيا للمشاريع التي أطلقها المجلس الوطني للصحافة، فالمقاربة التشاركية شبه غائبة لدى المجلس الوطني للصحافة، سواء فيما يخص الاستماع إلى آراء الفاعلين المدنيين والجمعيات المهنية والاطلاع على مذكراتهم وآرائهم أو فيما يتعلق بإشراكهم والاستماع الى اقتراحاتهم بشأن المشاريع التي يرغب المجلس في إطلاقها، ونستثني في هذا الإطار المقاربة التشاركية التي تم اعتمادها من طرف المجلس خلال إعداده للميثاق الوطني لأخلاقيات مهنة الصحافة والنشر بالمغرب رغم ما شابها من بعض الإشكاليات. هذا الوضع في نظري غير سليم ويجب تداركه من طرف المجلس في المستقبل، لاسيما عند إعداده لتقرير حول حرية الصحافة وأوضاع الصحافيين بالمغرب الذي ينص عليه القانون المنظم له
- قانونا ، هل يحق للمجلس الوطني للصحافة أن يحدث مثل هذه الشهادات التي ستمنح للصحافيين غير الحاصلين على الإجازة ؟
أنا لست خبيرا قانونيا حتى أجيب عن هذا السؤال بشكل دقيق، ولكن أرى أن المجلس من حقه ولكن في إطار الشراكة التي تجمعه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال الذي يملك الأهلية العلمية والأكاديمية لتقديم هذه الشهادات أو الإشراف على عملية تقديمها.