أبرزت شخصيات من عالم السياسة والفكرة والأدب، اليوم الأربعاء بالرباط، الخصال الإنسانية والكفاءة الفكرية التي كان المفكر الراحل محمد أركون يتميز بها، منوهة بمساهماته وإبداعاته العلمية الغزيرة في الأدب والفلسفة والعلوم الإسلامية.
وأجمع المتدخلون في شهادات بمناسبة حفل توقيع اتفاقية هبة خزانة المفكر الراحل محمد أركون (توفي سنة 2010)، لفائدة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، على أن الراحل عرف بغزارة إبداعه الأدبي وحبه الكبير للمملكة.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بهذه المناسبة، إن الراحل محمد أركون “كان مغربيا ومغاربيا”، مبرزا أن المرحوم كان يكن للمغرب محبة كبيرة، وكان من المفكرين الذين كانوا يسعون لتجاوز العراقيل السياسية بين المغرب والجزائر.
من جهته، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن المفكر الراحل أركون كان من المفكرين العرب القلائل الذين أحدثوا بعلمهم ثورة في مجال الفكر العربي الإسلامي، معتبرا أنه “سيبقى راسخا في ذاكرتنا جميعا بعطاءه الفكري في مجال العلوم الإنسانية الحديثة والفكر الإسلامي”.
بدوره، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، كان من المفكرين القلائل في زمنه الذين شقوا طريقهم في طلب العلم بكد اجتهاد، فيما نوهت عضوة المجلس الاستشاري في أكاديمية الدبلوماسية الثقافية، نزهة الصقلي، بالمساهمات الوازنة لأركون في تجديد الفكر الإسلامي وتطويره.
من جهته، نوه مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران، بالمسار العلمي الحافل للمفكر محمد أركون “الغني عن كل تعريف لما تركه من مؤلفات وكتب في العديد من المجالات العلمية والفلسفية”، مشيرا إلى أن الراحل يعتبر “شخصية إنسانية اشتغلت على تصورات متعلقة بالثقافة العربية الإسلامية وسبل تجديدها”.
وأبرزت أرملة الراحل، ثريا اليعقوبي أركون، من جهتها، “المحبة التي كان زوجها محمد أركون يكنها للمغرب”، مبرزة أن نقل الخزانة الأدبية للراحل من باريس إلى المغرب كان تحديا كبيرا بالنسبة لها.
يذكر أن الراحل محمد أركون (1928-2010) مفكر وفيلسوف ومؤرخ في الفكر الإسلامي. وكان تحليله الدقيق للعمليات الجارية في إسلام الأمس مقرونا بدعواته المتكررة لإصلاح المجتمعات الإسلامية المعاصرة. وخلف الراحل عدة مؤلفات منها “الفكر العربي”، و”قراءات في القرآن”، و”تاريخ الإسلام والمسلمين في فرنسا”، و”عندما يصحو الإسلام” وغيرها.
وحصل أركون على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون العريقة (1969). وكان إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم الاسلامي المعاصر. وشغل الراحل منصب أستاذ فخري بالسوربون (باريس 3)، ودرس “الدراسات الاسلامية التطبيقية”، في جامعات متعددة أوربية وأمريكية ومغاربية.