“الثقافة ليست إلا جغرافيا في الزمان، كما أن الجغرافيا ليست إلا ثقافة في المكان”.والمزج بين العلوم الإنسانية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ، الأدبية والحضارية هو الذي انبتق عنه مايسمى بالجغرافية الثقافية .
في هذا الاطار الثقافي المحض وكما تعودنا من الإهتمام الثقافي للمجمع الوطني للثقافة ،وبعد الدبلوماسية الثقافية والأمن الثقافي نظم المجمع الوطني للثقافة في شخص رئيسه الدكتور نبيل الصافي مؤتمره الوطني الثقافي التالث تحت شعار:”الجغرافيا الثقافية “.
وقد تميزت هذه الدورة المنظمة يوم السبت 18 من يناير الجاري بالمركب الثقافي الحسني بالدار البيضاء ، بمشاركات فكرية وعلمية متنوعة تضم خبراء و أكاديميين و باحثين ورؤساء جمعيات و مهتمين بالشأن الثقافي،جهويين و وطنيين.
استهل رئيس المجمع الوطني للثقافة كلمته الافتتاحية بالشكر والترحيب بكل الفئات المثقفة والتي أبت إلا أن تحضر للمشاركة في الدورة الثالثة للمجمع الوطني والتي تكمل سابقاتها من حيث اهتمامها بالعمل الثقافي وماله من تأثير متشعب ومتنوع ومن حيث تطرقها لموضوع آخر لا يقل أهمية عن ما سبق نظرا لشموليته وجمعه بين الجغرافية والثقافة والتفاعل بينهما الا وهو الجغرافية الثقافية.
واصل نبيل الصافي مقدمته الافتتاحية عن موضوع المؤتمر الذي لخص اهم مكوناته في البساطة من اجل استيعاب وتنوع مجالات الثقافة والتعبيرات الخطابية لأنهاهذه البساطة تعد أكثر تأثيرا وقابلية للفهم والادراك وبالتالي تكون قافلة عبور نحو توزيع الثقافات في الفضاء لتعطي معنى للأماكن ومعنى لقيمها وممارساتها.
انصبت كل المداخلات بما فيها مداخلة رشيد العلوي الباحث والمفكر وخبير الفلسفة والدكتور بوشعيب المسعودي اللذان تقاسما الرئاسة مع الرئيس وباقي المداخلات العلمية والفكرية لباقي المشاركين حول الانماط الثقافية المرتبطة بالمناطق الجغرافية والتي تتشكل باللغة ، الدين ، أنماط العيش، الفكر ، العادات والزي …لبناء الهوية الثقافية التي تعد عاملا مؤثرا داخل المجتمع .
في ختام المؤتمر تم توزيع الشهادات الثقافية على المشاركين وتقديم توصيات المؤتمر ورفع برقية الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وحفل شاي على شرف الحضور.